الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

الجزء الخامس: انحراف الحويني ويعقوب والعدوي - معنى الجماعة في حديث حذيفة بن اليمان

معنى الجماعة في حديث حذيفة بن اليمان - الجزء الخامس – انحراف الحويني ويعقوب والعدوي
----------------------------------

جاء عند البخاري من حديث حذيفة - رضي الله عنه - عند ظهور الدعاة على أبواب جهنم ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم ، وفيه  :

«قلت (القائل حذيفة راوي الحديث) : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» أ . هــــ .

قال ابن حجر في فتح الباري :
"قال الطبري والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة قال وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس احزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر " أ . هــــ .

فجماعة المسلمين التي في حقنا هي جماعة المصريين ،
وإمامهم هو الرئيس السيسي - وفقه الله - .

فهل "محمد حسين يعقوب" أو "أبو اسحاق الحويني" أو "مصطفى العدوي" يعتقدون ذلك ؟

ولنبدأ بمصطفى العدوي فهل "مصطفى العدوي" يؤمن بالسمع والطاعة للرئيس السيسي ؟ أم أنه يتعامل معه من منطلق مراعاة المصالح والمفاسد لا من باب الإيمان بأنه ولي أمر ، قد أمر الله بطاعته وله البيعة في عنقه .

وللوصول لهذه الإجابة سأحكي واقعة حدثت معي :
بعد عزل الرئيس الأسبق "محمد مرسي" يوم 3 / 7 لعام 2013 أرسلت ورقة في درس مصطفى العدوي بمسجده بمنية سمنود ، وطبعت فيها التالي:

((من قويت شوكته وجبت طاعته))

صلى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بأهل المدينة يوم الحرَّة (1) وقال: (نحن مع من غلب) (2). وقال: (لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب) (3).

قال الإمام أحمد رحمه الله :
" ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً، براً كان أو فاجراً". (4)

_________
(1) الحرة موضع قريب من المدينة، ووقعة الحرة هذه هي الوقعة التي حصلت بين يزيد بن معاوية وبين أهل المدينة لما خلعوه لما أخذوا عليه من فسق، فبعث إليهم من يردهم إلى الطاعة، وأنظرهم ثلاثة أيام، فلما رجعوا قاتلهم واستباح المدينة ثلاثة أيام ... انظر: ((البداية والنهاية)) (8/ 232).
(2) ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد (4/ 110).
(3) ((الطبقات الكبرى)) (4/ 149). وإسناده صحيح إلى سيف المازني، أما هو فأورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً. انظر: إرواء الغليل (2/ 304).
(4) ((الأحكام السلطانية)) لأبي يعلى (ص: 23).

إلى هنا انتهت الورقة .

فما كان من "مصطفى العدوي" أثناء الدرس إلا أن قرأ هذه الورقة وبدأ في تفنيدها بطريقته فقال – ما مضمونه - : تعليقا على العنوان : "من قويت شوكته وجبت طاعته" : هذه الجملة ليست بآية ولا بحديث ولا تلزمنا بشيء ، وأما الآثار الواردة في الورقة فهل هي ثابتة أم لا يجب أن نبحثها أولاً ونتأكد من صحة اسنادها ، ... إلخ

وبعد انتهاء الدرس راجعته في أهمية القول بوجوب الطاعة لمن تغلب ، ففوجئت به يقول – ما مضمونه - : أن هذا الكلام صواب ولكنه ينطبق على الحكام قديماً الذين كانوا يحكمون بالشريعة ، وأما هؤلاء الحكام فعلمانيون .

وهنا كانت المفاجأة !!
ما هذا الكلام ؟ وهل يقول بنفس كلام برهامي وجماعة الاسكندرية ؟

فبدأت في البحث في كلامه ، وسألت نفسي لماذا لم أقف له على كلام في تبديع فرقة مثل الإخوان ؟ وما هو موقفه من الفرق والجماعات والأحزاب ؟

وكيف وهو يُعَدُّ من تلامذة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله – الذي اشتهر بالجرح والتعديل ؟

وبعد البحث في دروس "العدوي" وجدت كلامه في الفرق والأحزاب عند تفسيره لقول الله تعالى : " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً"
https://www.youtube.com/watch?v=zPEU7Nq1FsY



فقال ما نصه :
"إذاً: فيلزمنا نحن كمسلمين أن نكون على قلب رجل واحد، لا مسلمو مصر فحسب بل مسلمو العالم أجمع، ...... وقال صلوات الله وسلامه عليه: (عليكم بالجماعة! فإن يد الله مع الجماعة) وأي جماعة هي المرادة؟ هي جماعة المسلمين العامة؛ إذ لم تكن ثم أحزاب ولا تكتلات على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالجماعة) المراد به جماعة المسلمين العامة، التي ينطوي تحتها كل مسلم، هذا معنى كلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذ -كما أسلفنا- لم تكن الأحزاب، ولا التكتلات، ولا العصبيات، ولا القوميات موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ....... ثم يأتي من يشغب بأحاديث يُفهمها للناس على غير وجهها، يشغب عليهم بحديث الرسول (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)، وهذا التشغيب مرفوض، فما هي البيعة؟ هل يصح أن آخذ ثلاثة أو أربعة، أو مائة أو ألفاً، وأخدعهم وأقول لهم: أنا أميركم بايعوني وإلا فستموتون ميتة جاهلية؟ من الذي قال ذلك؟ الإمام أحمد روي عنه أنه قال في شرحه لهذا الحديث: هذا في الإمام الذي يجتمع عليه المسلمون، ويشار إليه بالإصبع يقولون هذا الإمام .
أما التشعبات والتفرقات فقد قال فيها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام:
(إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)،
فمن هو الخليفة الآن؟
إنها أصبحت فوضى
كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة بن اليمان إذ قال له: (فماذا تأمرني يا رسول الله؟ قال: اعتزل تلك الفرق، ولو أن تعض على أصل شجرة)،
لكن العلماء يضبطون هذا الحديث: اعتزلهم في الشر، وشاركهم في الخير، شارك المسلمين في جنائزهم، شاركهم في أعمال البر التي يقومون بها، ولا تحكر نفسك على جماعة بعينها، كتاب الله ليس فيه أن جماعة باسمها يجب أن تتبع دون غيرها، سنة رسول الله بين أيدينا هي الحكم على القاصي وعلى الداني، إن زلت قدم شخص كائناً من كان أو وقع في شيء من هذه الأمور فإنه لا يتبع ." أ . هــــ .

فهنا كانت المفاجأة الثانية لي وهي أن "مصطفى العدوي" يُنكر التحزبات والفِرق وفي نفس الوقت لا يرى وجود جماعة أو إمام للمسلمين ، بل يؤمن بأننا في زمان غياب الجماعة ووجوب الاعتزال ، ولكن أي اعتزال ، وأين هي الفرق التي تُعتزل ؟؟؟

- هذا من جانب وأما عن فهمه للبيعة فهو نفس مفهوم الشيخ الألباني القديم قبل تراجعه ، والذي مضمونه : أن التحذير من الميتة الجاهلية في الحديث إنما هو لمن وجد الخليفة يُبايَع وتوقف عن مبايعته ، أما ونحن في عصرنا الحاضر ولم يعد هناك خليفة عام للمسلمين ، فلا إثم على من لم يبايع لأنه "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" .
وذلك كما جاء في المقطع التالي له على قناة الرحمة (القطبية) :
https://www.youtube.com/watch?v=vbTqUwW4vqY



العدوي: السلام عليكم
السائل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العدوي: تفضل
السائل: إزيك يا شيخ مصطفى
العدوي: الحمد لله
السائل: ربنا يبارك فيك ويحفظك يا رب
العدوي: وإياكم
السائل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من خلع يداً من طاعة ومات ، لقي الله ولا حجة له ... إلخ " الحديث .
العدوي: لا ، بهذا اللفظ فيه كلام ، اذكر النص الصحيح ثم اطلب ماذا تريد ؟
السائل: أريد نص الحديث
العدوي: هناك عدة متون في هذا الصدد ، ليس متناً واحداً ، هناك: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه كائناً من كان " هناك نصوص متعددة مفادها أننا نسمع ونطيع للإمام ما دام مسلماً ، إلا إذا رأينا كفراً بواحاً عندنا من الله فيه برهان ، فعن أي شيء تسأل ؟
السائل: النص الذي ورد في "مسلم" وفي آخر الحديث: "ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" نريد شرح الحديث ، وما المقصود بالبيعة في الحديث ؟ ولمن ... ؟
العدوي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ، فأولاً ليس معنى هذا الحديث أن من مات وليس في عنقه بيعة مات كافراً ، ليس معناه أبداً هذا المعنى ، إنما المعنى : من مات وليس في عنقه بيعة مات كما كان أهل الجاهلية يموتون مستنكفين عن المبايعة ، فكان الرجل من أهل الجاهلية يستنكف أن يسمع ويطيع لأحد ، كلٌ يريد أن يمشي برأسه ، فالمعنى كما يموت أهل الجاهلية في هذا الباب ، ليس المعنى أنه مات كافراً ، ثم إن هذا كما رُوي عن الإمام أحمد – وليحرر – في الإمام الذي اجتمع المسلمون على إمامته : فأشار الجميع بالإصبع إليه هذا إمام ، اجتمع الناس على إمامٍ ... اتفق الناس على إمامٍ ، فالذي يخالف ويشق العصا ، مات كما يموت أهل الجاهلية في هذا الباب ، وليس المعنى الموت كافراً ، والله أعلم .
------------------------------
- وأما عن سبب عدم إجازته للمظاهرات ضد الرئيس السيسي فاتضح لي أنه ليس من باب الخروج على الحاكم المحرم ، وليس لأنها من باب خلع يد الطاعة أو مفارقة الجماعة ، وليس من باب مخالفة إجماع علماء الأمة على طاعة من تغلب ، بل لأنه لا يجد فيها مصلحة والمفسدة فيها هي الراجحة ، فإذا تبين له المصلحة من ورائها فإنه سيجيزها ، وذلك كما جاء في مكالمته الهاتفية التالية :
https://www.youtube.com/watch?v=pvLmUSvMXfA



المتصل: .... أنه يجب عزل هذا الرجل (يقصد الرئيس السيسي) إن أوتينا من قوة ، أم لا ؟
العدوي: يا أخي الكريم دلوقت دلوقت النظر إلى المفاسد والمصالح لا بد منه
المتصل: تمام
العدوي: النظر إلى المفاسد والمصالح لا بد منه ، فلا بد من مراعاة المفاسد والمصالح في أي بابٍ وفي أي وقت ، بس ، لأن الله قال: "والله لا يحب الفساد"
المتصل: تمام
العدوي: ليس معنى ذلك أننا نقر ظالماً على ظلمه أبداً ، مستحيل ، نقر ظالماً على ظلمه أبداً .
انتهى 
--------------------
وبهذا كان رأي مصطفى العدوي في الجماعة والإمامة والبيعة والخروج على الحاكم ، 
فماذا كان رأي الحويني ؟

فبتتبعي لشرح حديث حذيفة والذي فيه : "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" وقفت على موقف الحويني المطابق للعدوي بغياب الجماعة والإمام ، وكان ذلك في شريطين له :
https://www.youtube.com/watch?v=vQTgwejmwBs




الأول : الدرس الرابع من سلسلة بعنوان: "طرق الشيطان في إغواء الإنسان"
حيث قال فيه :
"قال: تلزم إمام المسلمين وجماعتهم ، قلت: فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة فقال: أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت » لله دره فقد رفع عنا شيئاً عظيمًا نبحث الآن عنه ، « أفرأيت إن لم يكن لهم إمام ولا جماعة » مثل زماننا لا إمام ولا جماعة لأن الجماعة ينبغي أن تحكم بشرع الله ، أنت لا تمشي في الدنيا بأمان الدين أنت تمشي في الدنيا بأمان القانون والدين صلتك به إذا دخلت المسجد بقدمك فإذا خرجت من باب المسجد يحكمك القانون لا يحكمك الله وهذا هو الواقع ما له من دافع ولا يجتري في هذا أحد .فنحن الآن لا إمام ولا جماعة" أ . هــــ .
والشريط الثاني كان بعنوان: "حماقة المبتدع" ، حيث قال فيه :
"قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.
قال: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام -مثل هذا الزمان- قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت).
قوله: (ولو أن تعض على أصل شجرة) بعض الناس يقول لك: علينا أن نعتزل؛ لأنه قال: (اعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة)، نقول: هذا صحيح، لكن الشجرة التي ستعض عليها هي أهل العلم، وأن تتعلق بأهداب عالم، فإن لم تجد عالماً فاعتزل، فإن العزلة مع وجود أهل العلم شر للإنسان إذا كان جاهلاً. " أ . هــــ .

-----------------------------

وأما ثالثهم "محمد حسين يعقوب" فكان موافقاً لهم في نفس الانحراف :
https://www.youtube.com/watch?v=hDIfdqjDF-c




حيث جاء في شريطين له أيضاً :
الأول بعنوان : "التزام الغشاشين" ، قال فيه:
" نريد أن نربي رجالاً لإقامة النموذج وتوسيع القاعدة. نعم، إن كل من يتكلم ممن كبروا وفشلوا، أنهم لم يجدوا القدوة والأسوة، أنهم لم يجدوا الإمام، الذى تلتف حوله قلوب الأمَّة (اللهم ارزقنا رجلًا ربانيًا، تلتف حوله القلوب، وتأتلف حوله الأجساد)
نعم.. إخوتاه ،،،
الكل يتعزى بهذا، أننا لم نجد الرجل الكبير الذى تلتف وتجتمع حوله الأمَّة؛ وهذا الرجل لا يجتمع إلا في شخص خليفة المسلمين.. أمير المؤمنين. وهذا في حال فقده، فإنه ينبغي –إخواتاه- وهذا منهجنا وطريقنا- إيجادُ أهل الحل والعَقد من المسلمين لتنصيب خليفة.
-       مَنْ؟
-       رجال الحل والعقد هُمُ العلماء والأمراء.
-       أين العلماء؟!! أين العلماء؟!" 
انتهى .

وقد طبع نفس هذا الكلام في كتابه : "الجدية في الالتزام" صـــــ 128 – 129


وأما الشريط الثاني فهو الدرس الرابع "العلم والعلماء" من سلسلة بعنوان "أصول الالتزام" جاء فيه :

"كان الأصل الرابع المرة اللي فاتت كان : "الجماعة" ذكرنا الجماعة ، قلنا مش معناها أن أنت تكون جماعة التبليغ ولا جماعة الإخوان ولا جماعة السلفيين ولا جماعة أنصار سنة ولا الجمعية الشرعية ، تبقى إيه في دول ؟
مش قصدي كده خالص ، وإنما قصدي الجماعة المجموعة ، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "عليكم بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية "
وقال – ما تصلي عليه – صلى الله عليه وسلم : "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: "فما تأمرني يا رسول الله إن أدركني زمانُهم ؟" قال: "أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: "فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟" قال: "أن تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك" . 
كنا في درس بعنوان: "ازرع شجرة" وذكرنا هنالك أننا في شهر رجب والعلماء يقولون: "رجب شهر الزرع وشعبان شهر السقي ورمضان شهر جني الثمار" نسأل الله عز وجل أن يرزقنا ثمرات رمضان ، آه ... الناس اللي بتلتزم في رمضان بس وفي رمضان يبقى طاير ، يفسد التزامه بعد رمضان مباشرة .. ليه ؟ 
لأنهو مكانش مجهز نفسه قبل رمضان نهائي خالص ، كان في رمضان بس حصلت الطفرة وانطفت زي ما ولعت بمنتهى السرعة ، 
فلا بد أن احنا نبدأ نزرع في رجب فقلت لهم عايزين نزرع شجرة وذكرنا عدة شجرات منها شجرة الثبات ....هي الشجرة دي بقه ، اللي الرسول قالوه إيه – ما تصلي عليه – صلى الله عليه وسلم : "ولو أن تعتزل تلك الفرق كلها" قالوه: "إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام" زي حالتنا اليومين دول لا فيه خليفة ولا إمام
نعمل إيه ؟ قال: "تعتزل تلك الفرق كلها" لا نتعصب لأحد ." أ . هــــ .

--------------------------------
إذن فالعدوي والحويني ويعقوب اتفقوا على القول بغياب الجماعة والإمام ،
1- خلافا لواقعهم الذي يعيشون فيه ، فالجماعة يعيشون وسطها وهم جماعة المصريين ، وإمامهم قائم وله سلطان وشوكة وهو الرئيس السيسي حفظه الله .
2- وخلافاً لسنة نبيهم ولسلفنا الصالح ، ومن خالف السنة فقد اتبع هواه كما قال تعالى: "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم" ، 

فيعقوب والحويني والعدوي هم من أهل الأهواء كما كان السلف يسمون معاصريهم من أهل البدع ، وهذا المقطع التالي يوضح كيف اتبعوا أهواءهم ، وإلى أي مدى تخبطهم وانحرافهم في فهم حديث حذيفة رضي الله عنه ، وذلك بتنزيلهم لنهاية الحديث على واقع لا ينطبق على واقعهم .

https://www.youtube.com/watch?v=HbEjuiBEaQ4




ففي حالة غياب جماعة المسلمين وإمامهم أمر الرسول باعتزال الفرق ، تلك الفرق ليس المقصود بها الفرق النارية التي حذر منها الرسول في حديث الافتراق على ثلاث وسبعين فرقة ، 
وإنما المقصود بها الفرق التي تظهر في حال غياب الإمام تلك التي تتصارع على السلطة والاستحواز على الحكم ،
ويشبه ذلك حال دولة "ليبيا" بعد مقتل القذافي ، حيث ظهرت جماعات متقاتلة عدة كجماعة "أنصار الشريعة" وكتيبة "عقبة بن نافع"، و "فجر ليبيا" ، و "مجلس شورى شباب الإسلام" و"داعش" و و و والتي بلغ تعدادها ما يزيد على الألف فرقة أو جماعة.

ولأن واقع مصر مخالف لتنزيلهم حيث أن الجماعة قائمة وهم لا يعترفون بها ، فأين هي الفرق إذن التي أمر الرسول باعتزالها ؟ وما المقصود باعتزالها ؟

فنجد كل واحد منهم يفهم المراد من الحديث حسب هواه :

- فيعقوب يميل إلى العبادة فيفسر المقصود بالعض على الشجرة : بالثبات على الطاعة فيقول:
" فلا بد أن احنا نبدأ نزرع في رجب فقلت لهم عايزين نزرع شجرة وذكرنا عدة شجرات منها شجرة الثبات ....هي الشجرة دي بقه ، اللي الرسول قالوه إيه – ما تصلي عليه – صلى الله عليه وسلم : "ولو أن تعتزل تلك الفرق كلها"

- والحويني يميل إلى العلم فيفسر المقصود بالعض على الشجرة : بلزوم أهل العلم
فيقول: "(ولو أن تعض على أصل شجرة) بعض الناس يقول لك: علينا أن نعتزل؛ لأنه قال: (اعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة)، نقول: هذا صحيح، لكن الشجرة التي ستعض عليها هي أهل العلم، وأن تتعلق بأهداب عالم، فإن لم تجد عالماً فاعتزل، فإن العزلة مع وجود أهل العلم شر للإنسان إذا كان جاهلاً. "

- والعدوي لا يجد الفِرق التي يجب اعتزالها فيُنزِّل أمر الاعتزال على الناس ثم يميل إلى التوفيق بين فهمه المغلوط والأدلة فيقول ما مضمونه : اعتزلهم ولكن لا تعتزلهم حيث قال :
"قال: اعتزل تلك الفرق، ولو أن تعض على أصل شجرة)، لكن العلماء يضبطون هذا الحديث: اعتزلهم في الشر، وشاركهم في الخير، شارك المسلمين في جنائزهم، شاركهم في أعمال البر التي يقومون بها، ولا تحكر نفسك على جماعة بعينها" .

وكل ذلك لمخالفتهم لواقعهم وعدم اعترافهم بوجود حاكم أو جماعة للمسلمين .

قال ابن حجر في فتح الباري :
"قال الطبري والصواب أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة قال وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر " أ . هــــ .

وأما معنى العض على أصل شجرة :
فقد قال أيضا ابن حجر في الفتح :
"قال البيضاوي المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة كقولهم فلان يعض الحجارة من شدة الألم أو المراد اللزوم كقوله في الحديث الآخر عضوا عليها بالنواجذ ويؤيد الأول قوله في الحديث الآخر فإن مت وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " أ . هـــــ .

فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

واللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .