الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

تحذير الرويبضة من الكلام في أمر العامة وفض اعتصام رابعة


تحذير الرويبضة من الكلام في أمر العامة
وفض اعتصام رابعة

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " تأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيهم الرويبضة " قيل : يا رسول الله وما الرويبضة ؟ قال : " الرجل التافه يتكلم في أمر العامة "

نظراً لما نمر به في هذا الزمان من كثرة الخداع ، وانشغالنا بوسائل الإعلام مثل القنوات الفضائية أو الإعلام المقروء ( من جرائد ومجلات ومواقع إخبارية ) ومواقع التواصل الإجتماعي ( من صفحات فيسبوك أو تويتر ) أو الفيديوهات من على موقع اليوتيوب ، والتي في حقيقتها هي أداة لتمرير أفكار ومفاهيم وكذبات وإشاعات سواء لداخل مصر أو لدول أجنبية خارجها ،
فإنه على كل مسلم أن يحترز من السقوط في الأمور الخمسة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث :

·      الأمر الأول : وهو أن يُصدِّق كاذباً سواء كان كاتباً بقلمه أو مذيعاً على فضائية ، أو صاحب صفحة على الفيسبوك ، أو مصمم فيديو على اليوتيوب ، وذلك بأن يعلم جيداً أن الله عز وجل حذرنا من قبول خبر الفاسق حتى نتبين صدقه من كذبه ( قال الله : يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ، وهذا لأن معظم هؤلاء فساق فضلاً عن كون بعضهم مجاهيل ،
وهذه الأخبار في زماننا مثل الإشاعات التي تتردد عن أحد الشيوخ بأنه تم ضبطه في وضع مخل مع إحدى الفتيات ، أو جهاد النكاح الذي أشيع في رابعة ، أو "فتوى" جماع المرأة بعد الوفاة ، وغيرها من الإشاعات التي كان هدفها التشوية وشيطنة الطرف المراد التخلص منه ، وفي المقابل هناك فيديوهات لبعض الكذبة أو الجهلة تصور رجال الجيش أو الشرطة على أنهم ظلمة ، ويستبيحون قتل الأبرياء في بعض الحوادث ، مثل حادث قتلى المنصة أو دعوى قتل المصلين أثناء صلاة الفجر عند الحرس الجمهوري أو اقتحام ميدان رابعة . 

·      الأمر الثاني : وهو أن يُكذِّب صادقاً بناءاً على خبر أحد هؤلاء الفساق أو المجاهيل ، فإذا خرج أحد جماعة الإخوان أو الشيوخ ونفى عنه ما رموه به سارع البعض – من مؤيدي الجيش - بتكذيبه ، أو إذا خرج المتحدث العسكري أو المتحدث باسم وزارة الداخلية لينفي ما تم اتهامهم به من قتل واستباحة للدماء سارع البعض الآخر – من مؤيدي الإخوان - في تكذيبه ( وكل هذا الانحراف ناتج عن اتباع للهوى وليس عن بينة واتباع للحق ) .

·      الأمر الثالث : وهو أن يسعى لتنصيب أحد الخونة على إحدى الولايات ، وكل هذا بناءاً على تصديقه لأكاذيب الكَذَبة والتي نشروها عنه : من صدقه وعدالته وأمانته وكفاءته ، ( قال رسول الله جواباً على ممن سأله عن الساعة : فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " ، قال : كيف إضاعتها ؟ قال : " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " ) ، وإن من أعظم الأمانات التي تُضيَّع تعيين الخائن في الولايات العامة ، من أمثال البرادعي وأشباهه .

·      الأمر الرابع : وهو أن يخون أميناً على وظيفة أو منصبٍ ، وهذا أيضاً بناءاً على ما يسمعه أو يقرأه من هؤلاء ، وهذا مثله مثل الإشاعات التي أُطلقت على جماعة الإخوان من أنهم اتفقوا على التنازل عن سيناء للفلسطينيين أو للتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان ، وفي المقابل فهناك إشاعات ساهمت في إطلاقها قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الغربية عن اللواء عمر سليمان – رحمه الله - من أنه كان يعمل جلاداً لأسرى الغرب والأمريكان ، أو أنه كان جاسوساً لإسرائيل .

·      الأمر الخامس : وهو أن يخوض في الأمور العامة التي ليس له فيها قرار ، والتي هو بعيد عنها البعد الذي جعل النبي يصفه بأنه تافه حتى يدع نفسه القزمية تخوض فيها ، وهذه مثل الأمور العامة التي لا يحيط بها إلا من كان في السلطة ، وهذه الأمور في زماننا مثل قضية تصدير الغاز لإسرائيل ، أو بناء الجدار العازل بيننا وبين غزة ، أو مسألة قطع العلاقات بإيران ، أو الرجل المؤهل لرئاسة مصر ، أو فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول بميدان رابعة ، 
فكل هذه الأمور اجتهادية للحاكم أو لولي الأمر وليس لآحاد الرعية ، ولا يستطيع أخذ قراراً فيها إلا من كان في السلطة ، أو من أهل الحل والعقد ، فهو الوحيد الذي تتوفر لديه المعلومات الكافية التي تؤهله لقياس المفاسد والمصالح المترتبة على مثل هذه القرارات ،
وقد جاء في الحديث عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " 

وأما دعوى التخوين أو الاتهام بالظلم فهي دعاوى سهلة ، فمثلاً ولنتكلم عن المسألة الأخيرة وهي "مسألة فض ميدان رابعة" : 
وإلى كل مؤيد لهذه العملية : كيف تؤيد قتل إخوانك المسلمين وسفك دمائهم ، وأنت لا تعلم إذا ما كان الجيش مصيباً أو مخطئاً في تقديره للموقف ؟!! كيف تخوض في دماء قد نزه الله أيدينا عنها ثم تريد الوقوع بألسنتنا فيها ؟؟؟ 


وأيضاً إلى كل معارض لهذه العملية : لماذا تتهم الشرطة والجيش باستباحة الدماء ؟ 
فهل تدعي أنهم لا يعلمون حرمتها وأنك الوحيد الذي على الإسلام وتعلمها دونهم ؟
أم أنك تدعي أنهم يعلمون حرمتها ولكنهم ظلمة لأنهم قتلوا الأبرياء – في نظرك – وأكرر في نظرك ، لأنك لا تعلم ما يعلمون ، وفي تقديرك أنت ، وأكرر في تقديرك أنت ، فأنت لم تحط بالمخاطر الداخلية والخارجية التي كانت ستؤثر على أمن البلاد ،

ففي حالة استمرار مثل هذا الشحن المستمر لجماعة خارجة عن الطاعة وبدأت في تكفير قيادات الجيش ، والتي كان غالباً سيعقبها عمليات تفجيرية في أنحاء البلاد ، بصورة أضخم مما هو مشاهد الآن ، أو أن يكون هذا الاعتصام زريعة للتدخل الأجنبي في أمور البلاد ، والضغط على قيادات البلد للتصرف على النحو الذي فيه مصلحة الغرب ، ويضر بالبلاد .

إن مثلك ومثل قيادات البلد كفعل "موسى" عليه السلام مع "الخضر" لما قتل "الخضر" الغلام فأنكر عليه "موسى" عليه السلام قائلاً : (لقد جئت شيئاً نُكرا) ، في حين أن الخضر عنده من العلم ما لم يصل إليه "موسى" النبي والذي هو من أولي العزم من الرسل ، وقد سبق أن حذره الخضر فقال له : (إنك لن تستطيع معي صبراً (67) وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا (68) ) ، لهذا فقد أنكر موسى قتل الغلام الذي في نظره بريء ، وفي نظره أن هذا أمر منكر ، ولكن حقيقة الأمر كانت عكس ذلك تماماً ، فكان في قتله إصلاح ورحمة بوالدي الغلام ، وهذا  كما أوضح له الخضر بعدها لما راجعه قائلاً : (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا (80) فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه زكاةً وأقرب رحمًا (81) )

وهذا كله مع فارق التشبيه ، فقيادات البلد ليست "الخضر" الذي يفعل بعلم الله اللدني ، والمعترض عليهم ليس هو "موسى" النبي ،
ولكن وجه الشبه هو : إنكار أحد الطرفين على الآخر لما يراه منكراً في نظره ، وهو في حقيقته إصلاح ، وذلك لفارق العلم المتحصل لأحدهما ، ولم يتحصل عليه الآخر .

حفظ الله مصر وأهلها من كيد الصهاينة والروافض والماسون ، ومن شر الخونة والخوارج والعملاء والأغبياء .