الخميس، 27 فبراير 2014

الشيخ ربيع بن هادي المدخلي والرد على خطأ الشيخ الألباني بغياب البيعة والإمام





فضيلة الشيخ ربيع يقول السائل ما حكم تعدد البيعات ، إذا كان هناك أكثر من إمام ؟
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
أظن والله أعلم أن هذا السؤال قد طُرح مراراً ، وقد أجبت عليه في مناسبات – والله أعلم – ولكن لا مانع من الجواب عليه الآن ، فنقول :
الأصل في الأمة أن تكون أمة واحدة ، وأن يكون لها إمام واحد ، هذا هو الأصل ، ومن هنا جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا بويع لإمامين ، فاقتلوا الآخِر منهما " ، هذا إذا كانت الأمة مجتمعة ومتفقة ، وكلمتها واحدة ، ولها إمام واحد بويع ، ثم جاء آخر ينازعه ، ويعقد البيعة ، فإن هذا لا شك الذي واقع فيه ،
أمَّا والأمة قد تفرقت ، وتمزقت من قرون ، بل لم تكن تجتمع على إمام واحد منذ سقطت الدولة الأموية ، لم تجتمع الأمة إلى يومنا هذا على إمام واحد ،

عند سقوط الدولة الأموية ، قامت دولتان : دولة في المشرق ، ودولة في المغرب "الأندلس" ، عام مائة واثنين وثلاثين – من الأعوام الهجرية – ثم بعد أيام قلائل ، وبعد موت السفاح – أول خليفة عباسي - ، خلفه المنصور ، فانضاف إلى هذه الدولة دولة جديدة في الجزائر : "دولة الخوارج الإباضية" ، وبعد أربع سنوات قامت إلى جانبها دولة أخرى يسمونها الدولة المدرارية – في جنوب المغرب - ، وبعد سنوات قامت دولة الأدارسة ، وبعد سنوات قامت دولة الأغالبة ، دولتان قامتا في أيام الرشيد ، ودولتان في أيام المنصور ، وكان الخليفة المنصور أقوى خلفاء بني العباس ، وأرسل جيشاً لاستعادة الأندلس فلم يأته إلا الرؤوس ، حصل قتال بين جيش عبد الرحمن الداخل ، وبين جيش المنصور ، فدارت معارك استأصل فيها شأفة الجيش المشرقي ، وأرسل بالرؤوس في أيام الحج إلى مكة والمدينة فيئس المسلمون من إعادة الأندلس إلى حظيرة الخلافة ، وبعد أيام .... سنوات قليلة قامت دولة الأزارقة أو دولة الإباضية في أيام المنصور في عام مائة وأربعين ، في عام مائة وواحد وأربعين الدولة المدرارية وفي عام أربعة وأربعين قامت الدولة الرستمية .... كلها خوارج ،

لو كان عند الأمة قدرة - علماء الإسلام في المشرق : مالك والأوزاعي ومن عاصرهم من العلماء ، وسفيان بن عيينة وغيرهم – لو كان استطاعت الأمة أن يستعيدوا هذه الدول إلى حظيرة الخلافة حتى تكون الأمة كلها أمة واحدة تحت راية واحدة ، والله ما كانوا يقصرون ، كانوا يروون الأحاديث ويفسرونها للناس ، ولكن في نفس الوقت لا تسمع عالماً يقول يجب على الخلافة العباسية أن تستعيد هذه الممالك إلى حظيرتها وتخضعهم لسياستها ، ما قال هذا أحد لماذا ؟

لأن هذا أمرٌ فوق طاقة الأمة ، ويترتب عليه من المذابح والمفاسد ما لا يعلمه إلا الله ، بل نرى في تاريخ المنصور ، وفي تاريخ الرشيد ، وفي تاريخ غيره من الخلفاء كانوا يغزون الروم ويغزون الصين ، ولكن لا يستطيعون أن يغزون هذه الأقاليم الإسلامية ، والله كانوا يفتحون قتوحات في بلدان كفار ويسهل عليهم هذا الفتح ، ويصعب عليهم أشد الصعوبة إستعادة هذه البلدان التي انفصلت عن الخلافة ، ثم بعد سنوات طويلة إلى عام ثلاثمائة ... إلى عام مائتين وستة وتسعين قامت الدولة الباطنية (الفاطمية) في المغرب على أن تغزو ثلاثة دول التي ذكرناها سابقاً .. بل أربع دول : دولة الأدارسة ودولتي الخوارج (دولتين) والدولة الرابعة دولة الأغالبة ، استولت هذه الدولة الباطنية (الفاطمية) على هذه الممالك كلها ، ولم تستطع الخلافة العباسية أن تتدخل ، وتقف في وجه هذه الدولة الباطنية ، ثم بعد سنوات توسعت وأخذت مصر والشام - الدولة الباطنية - وبقيت مصر والشام بأيدي الباطنيين حوالي مائتين وخمسين سنة ، والخلافة العباسية بعلمائها لا يستطيعون أن يحركوا ساكناً ،

ولا تجد مطالباً من العلماء بـإعادة هذه الدول ، ولا يقولون أن البيعة : بيعة هذا الإمام في هذا الإقليم الباقي غير صحيحة ، بل بيعته صحيحة ويرونه إماماً ، وبيعة الأمويين في الأندلس وهم على السنة كانوا - العلماء والفقهاء – ومنهم منذر بن سعيد البلوطي الذي كان من أقوى الشخصيات وأقوى العلماء ، ما كان ؟

كان يبايع ، ويرى بيعة هذا الإمام لازمة ، والعلماء كلهم من وراءه يرون أن بيعة هذا الإمام لازمة يترتب عليها الطاعة ، وله أن يجاهد ويستحل بذلك الفيء ، ويستحل به السبي ، ويقيم الحدود ، وينهض بالشريعة ، لا يرون شيئاً من أحكامه غير نافذ ، ويرون وجوب طاعته ،

وكذلك يفعل علماء الإسلام في المشرق إذا بايعوا الدولة العباسية التي لم يبق في يدها إلا الثلث تقريباً من أراضي الأمة الإسلامية ، كانوا يرون أن بيعة الخليفة فيها للأقاليم بيعة صحيحة ، وهو خليفة ، وعبد الرحمن الثالث من الخلفاء الأمويين سمى نفسه خليفة ، والأئمة قبله كانوا يسمون أنفسهم أبناء الخلائف ، وكانوا يبايَعون على السمع والطاعة ، ويعقد العلماء هذه البيعات - والعلماء هم أهل الحل والعقد - كانوا يرون هذه البيعات بيعات صحيحة ، 

واستمرت الأمة إلى يومك هذا ، في العالم كله ، أقالم متعددة وكثيرة ، وكل إقليمٍ يبايعون إمامهم ، وإذ تُبارك هذه البيعات ، ويرون أنه يجب الطاعة لهذا الإمام ، كل إقليم يرون البيعة لهذا الإمام الذي بايعه في هذا الإقليم بيعة صحيحة تلزمهم به الطاعة ، ولا يجوز لأحد أن يخرج في هذا الإقليم ، ومن خرج في هذا الإقليم بالذات يطبق عليه الحديث : "إذا بويع لإمامين فاقتلوا الآخِر منهما" ، ومن الفقهاء وأفقه الفقهاء الذين أقروا تعدد البيعات شيخ الإسلام ابن تيمية ، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وشيخ الإسلام الشوكاني ، والصنعاني ، وصديق حسن خان ، والإمام الشنقيطي صاحب الأضواء ، والقرطبي ، وغيرهم من علماء الإسلام أجازوا تعدد البيعات ، لماذا ؟

لأنه ضرورة ، والله سبحانه وتعالى ما كلَّف الأمة فوق طاقتها ، وإذا استعرضنا أصول الإسلام وقواعد الإسلام نجد عند المشقة ، وعند مظنة المشقة ، يُــتسامح ... تسقط هذه الفروض ، ألا يسقط عن المسافر الصيام في حال السفر ولا يجب عليه ؟ وألا تسقط ركعتان عن المسافر من الظهر والعصر والعشاء وهم كل منهم أربع ركعات يصليهما ركعتين ركعتين ، ونجمع الثانية مع الأولى أو العكس ، كل هذا رفقاً بهذه الأمة ،

الحج لا يجب إلا على المستطيع ، لو أن تسعاً وتسعين في المائة من الأمة عجزوا عن الحج وعن القيام بهذا الركن ، لا يجب عليهم أن يحجوا } ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا { ،

فالعلماء نظروا .... الفقهاء نظروا إلى هذه الأشياء ، وهذه السماحة في الإسلام ، ورفع الحرج ، ورفع المشقة ، التي لا يترتب عليها سفك دماء ،

فكيف يكلفهم الله تبارك وتعالى بالقيام بواجبٍ تزهق فيه الأرواح ، وتستباح فيه الدماء والأعراض ، ثم لا يمكن أن تتحقق الغاية ،

والآن في هذا الوقت من يستطيع أن يجمع شمل المسلمين ؟
وانظر كل بلد يُحصّن بلده وثغوره ضد الدولة الإسلامية الثانية أكثر من التحصينات التي تكون بين المسلمين والدول الكافرة ،

الآن تقتطع بعض الأقاليم .... تقتطع أطرافها من المشركين ومن الباطنية فيعجزون عن استعادتها ،

كيف تُكلف الأمة أن تقيم الخلافة في هذا العصر ، وهي أصبحت من المستحيلات ؟

من الصعوبة بمكان والأمة متفرقة في عقائدها ، وفي فكرها ، وفي سياستها ، أضعاف أضعاف أضعاف ما كان في العصور السابقة التي لم ينادي العلماء بتوحيد الأمة تحت راية واحدة ، وتحت خلافة واحدة ،

كيف الآن نقول أن بيعة فلان ما تصح ، نحن نقول هذا البلد يبايع على كتاب الله ، وعلى سنة رسول الله ، والبيعة فيه صحيحة ، والطاعة فيه واجبة بمقتضى هذه البيعة ،

البيعة تمت على أيدي أهل والعقد ، وتجب على المسلمين عموماً التابعين لأهل الحل والعقد ، أن يقوموا بواجب هذه البيعة ومقتضاها ، ألا وهو الطاعة والذب عن حياض هذه البلاد .... بلاد التوحيد .... بلاد السنة التي يعاديها أعداء الإسلام جميعاً ، واللهِ يقول بعض الناس الذي يذهب إلى أوربا وأمريكا : إن المكتبات مليئة بالطعن والتشويه بهذه البلاد وحكامها ، لا روافض ولا قذافي ولا صدام ، ولا أسد ، ولا ..... لو تجمع الكتب التي تطعن فيهم لا تساوي واحداً في المائة ،

لماذا كل هذا ؟

لأن هذه بلاد التوحيد ، وبلاد السنة ، وصخرة الإسلام صلبة فيه صامدة لم يستطع الأعداء أن ينالوا منها ، ولم يستطيعوا تفتيتها كما فتتوا صخرة الإسلام في سائر بلاد المسلمين ، فلهذا يعاديها أهل البدع والأحزاب الضالة التكفيريون وغيرهم ، ومن آثار هذا العداء ما نراه الآن من تفجيرات ، ومن مشاكل ، فهؤلاء الخوارج أشد الناس على الإسلام والمسلمين كما قال ذلك رسول الله : "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" ،

فيجب على كل مسلم في هذا البلد أو في غيره أن يحافظ على مكانة هذه البلاد ، وأن يحترمها لأنها قائمة على التوحيد ، مدارسها ومحاكمها ، وكل شئون حياتها قائم على الكتاب والسنة ،  إلا ما ند وشذ ،

نسأل الله أن يوفق هذه الدولة لتلافي هذه الأخطاء حتى تلقم هؤلاء الذين يفرحون بهذه الأخطاء .


الأربعاء، 19 فبراير 2014

وجوب البيعة والطاعة للحاكم المسلم المتغلب


وجوب البيعة والطاعة للحاكم المسلم المتغلب

الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : حكام الكويت وأشباههم مثل حكام مصر ولاة أمر يجب طاعتهم في المعروف

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : الذين من غير السعودية في أعناقهم بيعة لأئمة بلدهم


الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (لمن لا يرى البيعة لولي الأمر لتعدد الولايات) : هذا من تلبيس الشيطان

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : القول بأن أحاديث السمع والطاعة هي للإمام الأعظم فقط هو قول فاسد باطل


الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : يجب على الإنسان أن يجعل له إماما (حديث من مات وليس في عنقه بيعة)

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : من يقول لا إمام يموت ميتة جاهلية والعياذ بالله

الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : التراجع عن القول بغياب الجماعة والإمام والبيعة

الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله : معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة ضوابط الإمامة


الشيخ ربيع بن هادي المدخلي والرد على خطأ الشيخ الألباني بغياب البيعة والإمام

الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله : في هذا الزمان لا ينطبق علينا حكم الاعتزال فالإمامة قائمة


الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : الدول التي ليس لها إمام مثل العراق والصومال والأفغان (البيعة)


الشيخ محمد سعيد رسلان حفظ الله : شغور الزمان من الإمام مسألة لا تتنزل على أهل العصر (شرح حديث حذيفة)

الشيخ صفوت الشوادفي رحمه الله : الدول التي ليس لها إمام مثل الصومال (شرح حديث حذيفة)


الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : تعدد الأئمة للضرورة كما هو موجود في العصر الحاضر

الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : من قال أن البيعة للإمام الأعظم فقط فقد غلط على عقيدة أهل السنة

الشيخ عبيد الله الجابري حفظه الله : ولي الأمر ولايته صحيحة مادام مقيماً للصلاة ولم يأت بكفر بواح(شرح حديث حذيفة)

الشيخ محمد عمر بازمول حفظه الله : من قال لا يوجد اليوم إمام فهذا كلام باطل (شرح حديث حذيفة)

الشيخ خالد عبد الرحمن حفظه الله : لا ثورة في الإسلام وولي الأمر له في عنقك بيعه (شرح حديث حذيفة)