لا يرى أنهم أئمة أو أمراء .
فعلى مفهومه الفاسد أن المقصود بالجماعة هم أهل الحل والعقد والذين هم هؤلاء الحكام على البلاد الإسلامية ، فأين الإمام إذن ؟؟
الإمام أو الخليفة في نظره هو الذي سيأتي بعد سنوات من عمل مؤتمر الخلافة ،
ذلك المؤتمر الذي مضى ولما يثمر عن شيء حتى يومنا هذا .
=======================
=======================
ولقلة العلم وغلبة الجهل في ذلك الزمان وعند أهل مصر خاصة فإن "محمد رشيد رضا" كان بمثابة المصلح الكبير لدى مؤسسي جماعة أنصار السنة ، فتأثروا به بشدة في مسائل العقيدة ، وهذا بشهادة صاحب كتاب " منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة" والذي يقول ص 87-89 :
"لقد امتد فكر رشيد رضا وآراؤه في كل مصر، وأثر فيها أعمق الأثر، فلقد قامت جماعات كثيرة كلها تزعم أنها امتداد لرشيد رضا ومنهجه الإصلاحي، وكان من أبرز هذه الجمعيات التي اتفقت أفكارها ونشاطاتها مع رشيد رضا الإصلاحية؛ جمعية " الشبان المسلمين" التي قامت في حياته، وكان هو من مؤسسي هذه الجمعية، وعضواً في مجلس إدارتها وقام بوضع قانونها الأساسي بصورته النهائية 2.
وفي اجتماعات" جمعية الشبان المسلمين" التقى برشيد رضا: حسن البنا، الذي أنشأ جماعة فيما بعد، وأراد أيضاً أن يجعلها امتداداً لعمل رشيد رضا الإصلاحي، وأنها امتداد له؛ مستشهداً في ذلك ببعض عبارات رشيد [ص 88] رضا 1، وحاول حسن البنا أن يتخذ من كلمات رشيد رضا دستوراً لجماعتة 2.
غير أن الجماعة التي تعتبر بحق امتداداً لرشيد رضا بكل ما فيه من حسنات وغيرها، هي " جماعة أنصار السنة" الذي أسسها الشيخ محمد حامد الفقي، أحد علماء الأزهر وخطباء الأوقاف وتلامذة رشيد رضا في دار الدعوة والإرشاد، ولقد اقتبس الفقي اسم جماعته من عبارة رشيد رضا "أنصار السنة المحمدية" 3. ولقد ورثت هذه الجماعة رشيد رضا وتبنت أفكاره وآراءه ومنهجه في الإصلاح حتى أنني أستطيع القول: بأن كل حسنة لرشيد رضا هي كذلك في جماعة " أنصار السنة" وكل انتقاد وجه إليه سيوجه إليها أيضاً، وكل المواقف التي اتخذها قد تبنتها فيما بعد هذه الجماعة 4.
ومن أمثلة ذلك: الموقف المتشدد من كرامات الأولياء حتى اشتهر أن أنصار السنة ينكرونها، وأيضاً مسألة السحر، فقد ورثت الجماعة موقف رشيد رضا من السحر جملة بأنه لا حقيقة له، وهو مجرد تأثير قوى النفس، وكذلك مسألة الأحاديث والاقتصار على الصحيحين، والمهدي، وسيأتي بيان ذلك تفصيلاً في محله، وفيما يتعلق بحامد الفقي، فقد وجه إليه انتقاد بشأن كلامه عن الملائكة5، وكذلك الجن 6.
كما ورثت الجماعة حسناته كما هو معلوم باتباعها منهج السلف [ص 89] الصالح والدعوة إليه، في جميع أبواب الدين لا سيما التوحيد والصفات، ونبذ التقليد والعصبية المذهبية 1. " أ . هـــــ .
=======================
=======================
لقد حرص الشيخ "عادل السيد" – حفظه الله – والابن الأصيل لهذه الجماعة في كتابه "الحاكمية والسياسة الشرعية عند شيوخ جماعة أنصار السنة المحمدية" أن يدافع عن عقيدة مشايخ الجماعة ، وأن يثبت موافقتها لعقيدة أهل السنة في مسألة الإمامة، ومن الواضح لي اطلاعه على الكتاب الماتع "معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة" للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله حيث نقل عنه صـــــــ 281 – 283 إجماع العلماء على أن من تغلب على بلد له حكم الإمام الأعظم فيُسمع ويُطاع له ولا يجوز الخروج عليه ، ونقل عنه اجماع العلماء والذي نقله ابن حجر في الفتح وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني .
أيضاً فقد أشار إلى أهمية هذه المسألة نقلاً عن الشيخ ابن برجس صــــــ 61 – 62 .
=======================
=======================
والصواب الذي ظهر لي بعد تأملي لنقولات الشيخ عادل السيد عن مشايخ أنصار السنة أنهم تأثروا بعقيدة "محمد رشيد رضا" الفاسدة في مسألة الإمامة ، وغاية ما وقف عليه الشيخ عادل من كلام مشايخ الجماعة هي نقولات تؤكد ولائهم لحاكم مصر .
والولاء في اللغة أو الشرع لا يساوي البيعة على السمع والطاعة ، تلك المنصوص عليها في الكتاب والسنة .
فالولاء معناه النصرة والتأييد ، وهذه لا تساوي نصاً شرعياً مثل "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" ،
ولنفهم الفرق بينهما جيداً فعلى سبيل المثال في واقعنا اليوم نجد "ياسر برهامي" أو الدعوة السلفية السكندرية (البدعية) كانت تؤيد الرئيس السيسي – حفظه الله - ، بل وتدعو الشعب المصري لانتخابه ، وفي نفس الوقت نعلم مدى ضلالهم في مسألة الإمامة ، وقولهم بشغور الزمان من الإمام ،
https://www.youtube.com/
فلا يلزم من تأييدهم
للحاكم اعتقادهم السمع والطاعة له ، فقد يكون تأييدهم له موافقاً لمصلحة يرونها أو
لمقابل وعدهم إياه ، وأما السمع والطاعة فهي أمر شرعي يلتزم به المحكوم وإن رأى من
حاكمه ما يكره ... فحتى وإن حرمه مما يحب صبر عليه ... بل وإن ضربه على ظهره صبر
عليه ، ولا ينزع يداً من طاعة .
=======================
=======================
فكان لا بد على الشيخ عادل السيد – وفقه الله - لاثبات صحة عقيدة مشايخ الجماعة أن يأتي بفهمهم لحديث حذيفة والذي فيه "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" أو حديث "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" وما المقصود بالجماعة في هذه الأحاديث وما المقصود بالإمام وتنزيله على حاكم مصر ، وكذلك حديث : "من مات وليس في عنقه بيعة" ونقله لتوضيحهم لمعنى هذه البيعة ولمن تكون .
فما معنى الإمام ؟ وما معنى الجماعة ؟ وما معنى البيعة ؟
كل هذه الأسئلة لم يجد الشيخ عادل السيد لها إجابة عند الجماعة .
كذلك إجماع العلماء الذي نقله الشيخ عادل السيد عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني لم يجد له أثراً في كلامهم ، فأنـَّـى له أن يُثبت صحة معتقدهم في مسألة الإمامة .
بل نقل بنفسه ما يدل على تأثرهم بعقيدة "محمد رشيد رضا" :
=======================
=======================
1- ففي تعريفه بجماعة أنصار السنة ونشأتها وذكر مؤسسيها وأعلامها صــــــ 24 نقل عن الشيخ "محمد علي القاضي" قوله:
"وحين أذكر هذا لا يفوتني ذكر نفر من الإخوان قضوا نحبهم . وهو في سبيل السنة مجاهدون لا يصرفهم عنها صارف ، فعلى رأس هؤلاء الأستاذ السيد رشيد رضا الذي كان بحق ركناً من أركان السنة في العالم الإسلامي عامة ، وفي مصر خاصة " أ. هـــــــــ .
2- وفي صفحة 387 إلى صــــ 392 نقل مقالة لـــــــ"عبد الله شاكر" نائب الرئيس العام للجماعة - ساعتها – وكانت بعنوان : "وجوب تنصيب إمام واحد والاجتماع عليه" ولم يعقب عليها الشيخ عادل السيد – وفقه الله – أو يلتفت إلى مراد عبد الله الشاكر بهذا العنوان ، وأنه يريد بمقالته عدم الاعتراف بتعدد الأئمة وحكام البلاد الإسلامية ، وأنه يقصد بمقالته أن الذي تنعقد إمامته هو الحاكم العام على جميع بلاد المسلمين .
3- وفي صـــــ 395 نقل عن "عبد العظيم بدوي" عضو مجلس الإدارة - ساعتها – ختام نهاية مقالة له وفيها كتب :
"فعلينا جميعاً أن لا نتوهم أن الدولة المسلمة تُقام بجرة قلم ، ولا بإصدار قرار من ملك أو رئيس ، ولا من مجلس قيادة ، ولا من برلمان ، فهذا درب في الخيال ، ووهم بعيد ، وإنما الدولة المسلمة تقام بالصبر والتأني ، والتؤدة والطمأنينة ، وتهيئة الجو فكرياً ، واجتماعياً ، وأخلاقياً .
ويوم أن نكون صالحين لأن يحكمنا حكام صالحون ، ويوم أن نكون نحن صالحين لإقامة الدولة المسلمة ، فسيمنُّ الله علينا بإقامة الدولة المسلمة ، وتطبيق شرع الله ، ولكن ما دمنا ظالمين ، غارقين في الشهوات ، غارقين في المعاصي ، بعيدين عن كتاب الله وسنة رسول الله ، فلنتذكر قول الله : "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" (الأنعام : 129) ورحم الله من قال: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم لكم على أرضكم" . أ . هــــــــ .
فانظر كيف يعترف "عبد العظيم بدوي" بغياب الدولة المسلمة والمجتمع المسلم ، فإذا كان يسعى لإقامة الدولة المسلمة فهذا تكفير ضمني منه لجميع بلاد الإسلام ، فضلاً عن اعتقاده بعدم إمامة حكامهم .
=======================
=======================
وأخيراً ... فإن هذه الجماعة كان لها أثر كبير على دعاة مصر ،
وممن تأثروا بخطأهم أو بخطأ الشيخ الألباني ، أمثال الحويني ويعقوب والعدوي والذين سيأتي ذكرهم في الجزء القادم إن شاء الله .
=======================
=======================
فكان لا بد على الشيخ عادل السيد – وفقه الله - لاثبات صحة عقيدة مشايخ الجماعة أن يأتي بفهمهم لحديث حذيفة والذي فيه "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" أو حديث "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" وما المقصود بالجماعة في هذه الأحاديث وما المقصود بالإمام وتنزيله على حاكم مصر ، وكذلك حديث : "من مات وليس في عنقه بيعة" ونقله لتوضيحهم لمعنى هذه البيعة ولمن تكون .
فما معنى الإمام ؟ وما معنى الجماعة ؟ وما معنى البيعة ؟
كل هذه الأسئلة لم يجد الشيخ عادل السيد لها إجابة عند الجماعة .
كذلك إجماع العلماء الذي نقله الشيخ عادل السيد عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والصنعاني والشوكاني لم يجد له أثراً في كلامهم ، فأنـَّـى له أن يُثبت صحة معتقدهم في مسألة الإمامة .
بل نقل بنفسه ما يدل على تأثرهم بعقيدة "محمد رشيد رضا" :
=======================
=======================
1- ففي تعريفه بجماعة أنصار السنة ونشأتها وذكر مؤسسيها وأعلامها صــــــ 24 نقل عن الشيخ "محمد علي القاضي" قوله:
"وحين أذكر هذا لا يفوتني ذكر نفر من الإخوان قضوا نحبهم . وهو في سبيل السنة مجاهدون لا يصرفهم عنها صارف ، فعلى رأس هؤلاء الأستاذ السيد رشيد رضا الذي كان بحق ركناً من أركان السنة في العالم الإسلامي عامة ، وفي مصر خاصة " أ. هـــــــــ .
2- وفي صفحة 387 إلى صــــ 392 نقل مقالة لـــــــ"عبد الله شاكر" نائب الرئيس العام للجماعة - ساعتها – وكانت بعنوان : "وجوب تنصيب إمام واحد والاجتماع عليه" ولم يعقب عليها الشيخ عادل السيد – وفقه الله – أو يلتفت إلى مراد عبد الله الشاكر بهذا العنوان ، وأنه يريد بمقالته عدم الاعتراف بتعدد الأئمة وحكام البلاد الإسلامية ، وأنه يقصد بمقالته أن الذي تنعقد إمامته هو الحاكم العام على جميع بلاد المسلمين .
3- وفي صـــــ 395 نقل عن "عبد العظيم بدوي" عضو مجلس الإدارة - ساعتها – ختام نهاية مقالة له وفيها كتب :
"فعلينا جميعاً أن لا نتوهم أن الدولة المسلمة تُقام بجرة قلم ، ولا بإصدار قرار من ملك أو رئيس ، ولا من مجلس قيادة ، ولا من برلمان ، فهذا درب في الخيال ، ووهم بعيد ، وإنما الدولة المسلمة تقام بالصبر والتأني ، والتؤدة والطمأنينة ، وتهيئة الجو فكرياً ، واجتماعياً ، وأخلاقياً .
ويوم أن نكون صالحين لأن يحكمنا حكام صالحون ، ويوم أن نكون نحن صالحين لإقامة الدولة المسلمة ، فسيمنُّ الله علينا بإقامة الدولة المسلمة ، وتطبيق شرع الله ، ولكن ما دمنا ظالمين ، غارقين في الشهوات ، غارقين في المعاصي ، بعيدين عن كتاب الله وسنة رسول الله ، فلنتذكر قول الله : "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" (الأنعام : 129) ورحم الله من قال: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم لكم على أرضكم" . أ . هــــــــ .
فانظر كيف يعترف "عبد العظيم بدوي" بغياب الدولة المسلمة والمجتمع المسلم ، فإذا كان يسعى لإقامة الدولة المسلمة فهذا تكفير ضمني منه لجميع بلاد الإسلام ، فضلاً عن اعتقاده بعدم إمامة حكامهم .
=======================
=======================
وأخيراً ... فإن هذه الجماعة كان لها أثر كبير على دعاة مصر ،
وممن تأثروا بخطأهم أو بخطأ الشيخ الألباني ، أمثال الحويني ويعقوب والعدوي والذين سيأتي ذكرهم في الجزء القادم إن شاء الله .