مصر بين 23 يوليو و 25 يناير
26
أبريل 2011 بواسطة الشيخ محمود عامر
مصر
بين
23 يوليو و 25 يناير
مشكلة
الشعوب عموماً والشعوب العربية خصوصاً
ومصر على وجه أخص النسيان وعدم إدراك العبر والدروس إلا بعد فوات الأوان ووقوع
الهوان والانكسار، فحينما كان يحكم مصر والسودان ملك سموه لنا فاسداً، فخرجوا
عليه وعزلوه وأهانوه بطرده وأسرته من مصر المسلمة الموحدة إلى بلدة غير مسلمة
وغير موحدة واستسلم الملك فاروق ولم يشأ أن يعلنها حربا على من خرجوا عليه وقد
كان لديه حرسه وحاشيته وجنود بريطانية ممكن تساعده، المهم أنه آثر السلامة ولم تسفك
دماء بسببه وإنما سفكت الدماء بعد خروجه وعلقت المشانق بعد رحيله بفترة وجيزة لم
تتجاوز السنتين، ويا ترى من هم الذين سُفكت دماؤهم ومن هم الذين علقت لهم المشانق
إنهم الجماعة الذين ساندوا الضباط الأحرار ودافعوا عن الثورة وأيدوها وباركوها ثم لم تلبث الثورة أن زجت بهم في السجون
وأعدمت منهم الكثير في حين أن الملك (الفاسد) لم يقتل منهم أحدا في عهده اللهم
ما كان من قتل حسن البنا ثأراً من قتل النقراشي ومرت الأيام والسنون واستمر مسلسل
الإهانة للأكابر وفرضت حراسات وأخذت أموال وأطيان ومصانع ثم انفصلت السودان عن
مصر فبعد ما كان الملك (الفاسد) يحكم دولة واحدة من مصب النيل شمالاً إلى منابعه
جنوباً، أصبحت الثورة تحكم مصر لوحدها فقد ذهبت أكبر سلة غذاء عالمية من
تحت
أيدينا وسقط قناع الوحدة وخرجنا نبحث عنه بعيداً في سوريا وتركناه قريباً في السودان
وتلك مضحكات الثوار وأعاجيبهم التي لا تنتهي، استلم الثوار الدولة في 23 يوليو
وهي دائنة لبريطانيا العظمى بملايين الجنيهات الإسترلينية بل كان الجنيه المصري
الورقي في عهد الملك (الفاسد) يعادل جنيهاً ذهبياً وزيادة، استلم الثوار مصر
والسودان بحدودهما الحالية مع وجود معسكرات بريطانية محدودة في القناة وذلك في سنة
52 وما أن انتهت الحقبة الثورية الأولى إلا وقد تحقق الآتي:-
1-
إهانة محمد نجيب الذي كان قائداً للثورة
ثم اعتقل وحددت إقامته وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (من أهان السلطان
أهانه). فمحمد نجيب أهان الملك فاروق فمرت الأيام وأهين محمد نجيب أسوأ إهانة.
2-
مات عبد الناصر وترك مصر مديونة وترك السودان مفصولة
وتمت إهانته والشعب المصري أعظم إهانة في العصر الحديث بهزيمة 67 حينما ضُرب كل
المصريين على أقفيتهم من أبناء القردة والخنازير.
3-
قضى ثوار 23 يوليو على ألف باشا وإقطاعياً
وخلفوا لنا آلاف البشوات الثوريين.
4-
رفعت الثورة في 23 يوليو شعارات [وحدة –
اشتراكية – عدالة – حرية] ولم يتحقق على أرض الواقع إلا الدمار في 67 كنتيجة لثورة
23 يوليو.
والآن
نعاود الكرة مرة أخرى بثورة 25 يناير
ونرفع نفس الشعارات ويبدو أننا لا نستوعب تاريخا ولا نستوعب شرعاً، فيا ترى ماذا
سنجني من وراء 25 يناير؟ لقد جاءت ثورة 25 يناير بشر لم يتداركه الناس بعد، فثورة
يوليو رغم بشاعة نتائجها إلا أنها كانت محددة الأهداف ومحددة القيادة أما
نحن
الآن بعد 25 يناير كالسوائم يلعب بنا مجموعة هواة وتعددت القيادات وتناقضت وتصارعت
وكلٌ يحشد حشوده لمعركة النزال، 25 يناير أسقطت أشياء وتريد إسقاط كل شئ،
أسقطت
الرئيس ولم تقدم رئيسا وأسقطت نظاماً ولم تقدم نظاما فالكل ثائر يريد إسقاط كل
شئ من أول الرئيس إلى آخر غفير، الرئاسة الوزارة البرلمان المحافظين المحليات الداخلية
رجال الأعمال رجال الإعلام …. إلخ ولم تقدم ثورة 25 يناير بكل أطيافها العلمانيه
والدينية أي برامج محددة للإصلاح والبناء، بل لازالت ثورة 25 يناير تعيش على
مدخرات النظام السابق، فالمشهد الآن وبكل صراحة الجميع يبيع وهما في وهم أو يعيشون
وهما وإلى وهم.
والمخرج:
إعلان
توبة من الجميع توبة صادقة صالحة
توبة
يعلنها الشعب المصري من أسفله إلى أعلاه بدون هذه التوبة يصعب الإصلاح والعلاج
لابد أن نُقر كمصريين أننا مرضى حتى نستطيع أن نشخص العلاج.
ثم
بعد هذه التوبة عودة حميدة إلى الله فمن
أراد معرفة نفسه فليعرض نفسه على كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – ليعلم
أين يقف ومع من يقف وتلك هي البداية والتي بدونها لن تكون هناك نهاية سعيدة
إلا
الدمار.
فالله أو
الدمار
كتبه
محمود عامر
ليسانس شريعة – دبلوم في الدعوة