حوار
مهم جداً مع ضاحي خلفان "قائد شرطة دبي"
والذي
يفضح فيه جماعة الإخوان المسلمين ذراع الصهيونية العالمية لقلب الأنظمة العربية .
الجماعة ليست خطراً على مصر فقط بل على
كل الدول العربية ...
ضاحي خلفان في حوار ساخن لــ"اليوم
السابع" : مصر محكومة بسلطان المرشد وليس بسلطان محمد مرسي ... وأتحدى أن
يكون هناك مشروع نهضة .. الفريق أحمد شفيق ليس من الفلول وربما نمنحه اللجوء
السياسي في الإمارات .
الأربعاء، 21 نوفمبر 2012 - 08:56
أجرى الحوار فى دبى عادل السنهورى _ نقلا عن العدد اليومى
◄المصريون فى الإمارات أعزاء
أشقاء و"على العين والرأس" ولا صحة لمنع التأشيرات أو تجديد الإقامات
◄لا أهاجم مصر والرئيس بل أواجه
محاولات "أخونة الخليج"
◄القرضاوى حاول تهديد وابتزاز
الإمارات ومازال ممنوعا من دخول البلاد
◄تلقيت أكثر من 2500 مكالمة على
هاتفى من بلطجية "الحرية والعدالة" تهددنى وتشتمنى وكلها مرصودة ومسجلة
◄دبى أكثر الأماكن أماناً فى
الخليج رغم التطور العمرانى.. ولدينا مختبر جنائى يقترب من الـ"إف بى آى"..
وُطرقنا بلا وفيات نهائيا فى 2020
◄الإخوان اجتمعوا مع الشيعة واليهود
فى أوروبا للتآمر على الإمارات ودول الخليج
◄الخليج ليس فى خطر من إيران
أو الإخوان لأن تهديده يضر بمصالح أمريكا والغرب
قصة الحوار
طوال الفترة الماضية لم يتحدث الفريق ضاحى خلفان تميم قائد شرطة دبى إلى
صحيفة مصرية ليكشف عن سر عدائه وهجومه المتواصل على جماعة الإخوان المسلمين فى مصر
عبر حسابه الشخصى على تويتر حتى أصبح "المعارض والعدو الأول" للجماعة ليس
فى الإمارات فقط، وإنما فى دول الخليج عموما، فقد أثارت تعليقاته ردود فعل غاضبة لدى
قيادات الإخوان وأنصارهم وأصبح فى مواجهة مدافع الجماعة الإلكترونية، التى صوبت نحوه
طلقات الغضب والسخط والتى تجاوزت فى بعض الأحيان حدود المنطق، وبلغت حد "الشتيمة
والسب". لم يكن التواصل معه عبر هاتفه الخاص الذى أصبح معروفا ومشاعا الآن كافيا.
فالرجل تربطنى به علاقة جيدة توطدت من خلال نقاشاتنا وحوارتنا المستمرة
أثناء وجودى فى دبى بحكم عملى فى صحيفة "البيان" الإماراتية حتى أكثر من
ثلاثة أعوام مضت وحتى عودتى إلى مصر وأعرف أنه عربى ومصرى الهوى كما يعرف المصريون
فى الإمارات ذلك، ويحمل لمصر والمصريين الكثير من الود والعرفان ويقدر الاستعانة بالخبرات
المصرية فى جهاز الأمن فى دبى وأكاديمية الشرطة بها، ودائما ما يستعين باللهجة وبالأمثال
الشعبية المصرية فى حديثه.
كانت فرصة اللقاء به فى دبى أثناء زيارتى الأخيرة فى الأسبوع الماضى للإمارات
لحضور فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب. جاءنى صوته عبر هاتفه المحمول مرحبا كعادته
بى وبزيارتى للدولة: "سنهورى يا مرحب بك فينك" قلت له ضاحكا: "أبوفارس
بقيت مطلوب من الجماعة فى مصر"، رد على الفور "أهلا وسهلا أنا موجود".
طلبت منه على الفور أن نلتقى فى حوار وليكن الأول له فى صحيفة مصرية وهى
"اليوم السابع" الذى يعرفها جيدا عبر موقعها الإلكترونى منذ اشتعال
"الحرب الكلامية" بينه وبين الجماعة فى محاولة لمعرفة رأيه عن قرب فى سر
هذه المعركة وسر معارضته العلنية التى خلط الكثيرون فيها بين موقفه وموقف دولة الإمارات
الرسمى من نظام الحكم الجديد فى مصر بصفته مسؤولا أمنيا فى دبى. رحب الفريق ضاحى باللقاء
والحوار بصحبة الزميل رمضان العباسى مراسلنا فى دبى قائلا: "مازلت أحفظ لك احترامى
ومحبتى ويسعدنى لقاؤك ولقاء "اليوم السابع". واختار الموعد والمكان فى نادى
ضباط شرطة دبى بصحبة كبار قياداتها الذين بادروا بالسؤال الذى يردده الكثيرون فى مصر
والوطن العربى: "مصر رايحة على فين؟". بصراحته المعهودة لم يمتنع عن الإجابة
عن أى سؤال، وكالعادة جاءت تصريحاته صادمة ونارية واتهاماته واضحة وتحذيراته قاطعة
ضد "أخونة الخليج" -حسب مصطلحه الجديد- ولم يقطع الحوار سوى رنين هاتفه الذى
لا يتوقف سواء للرد على المسؤولين أو وسائل إعلام أو أفراد عاديين. حاولنا مداعبته
ومشاكسته عند وداعه بعد إجراء الحوار: "هانشوفك قريب فى مصر؟"، ضحك وقال
"عندما يخرجون منها".
فى شهور قليلة أصبح الفريق ضاحى خلفان، قائد عام شرطة دبى، "المعارض
الأكبر" لجماعة الإخوان والأكثر شهرة من بعض معارضى الجماعة فى مصر، والشخصية
المثيرة للجدل التى أثارت اهتمام الناس فى كل البلدان العربية وخاصة مصر، بعد أن قاد
الكثير من الحملات الإعلامية، وأطلق وابلاً من الهجوم والنقد اللاذع لجماعة الإخوان
المسلمين خلال الفترة الأخيرة، ووصل هجومه إلى ثورات الربيع العربى، عندما وصفها بالفسيخ
العربى. ذهبت إليه "اليوم السابع" فى دبى لمعرفة الأسباب الحقيقية للهجوم
على الإخوان ورئيس مصر، ولكنه أكد أن مشكلته ليست مع مصر أو رئيسها بل مع "الجماعة"
التى تتدخل فى شؤون الإمارات، وتحاول "أخونة الخليج"، والتى وصفها بالجماعة
المنافقة والمخادعة والمضللة للناس. وأكد أن المصريين فى الإمارات "أشقاء أعزاء"
و"على العين والرأس" وأن تأشيرات وإقامات المصريين بعد الثورة لم تمس خلفان،
الذى يقرض الشعر ويرأس العديد من الجمعيات الأهلية ابتعث إلى الأردن فى أول بعثة خارجية
لشرطة دبى وتخرج منها عام 1970 قبل قيام اتحاد دولة الإمارات. وترقى فى مناصبه حتى
عُين عام 1980 قائدا عاما لشرطة دبى. واستطاع على مدار أكثر من 30 عاماً بناء مؤسسة
شرطية متطورة يفتخر بأنها تعتمد التقنية الحديثة، وتمتلك مختبرا جنائيا عالميا يقترب
من مختبر الشرطة الفيدرالية الأمريكية.
فى نادى الضبابط بدبى استقبلنا الفريق ضاحى خلفان بالترحاب، وفتح قلبه
وخزائن أسراره ليكشف الكثير من الأشياء التى تقف وراء هجومه الدائم على الإخوان، ومنها
"التنظيم الإخوانى" الذى قبض عليه فى الإمارات الذى كان يتلقى تعليمات من
التنظيم الدولى بقيادة إخوان مصر، وقصة الاجتماع بين الإخوان والشيعة واليهود لإثارة
الفتنة والقلاقل داخل الإمارات ودول الخليج، ومحاولات الشيخ يوسف القرضاوى لابتزاز
وتهديد الإمارات بسبب سحب الجنسية عن بعض الإماراتيين، وموقفه من وجود الفريق أحمد
شفيق والمهندس رشيد محمد رشيد فى دبى، وهذا نص الحوار:
أصبحت "المعارض الأقوى" للإخوان فى منطقة الخليج وفى الإمارات،
فما أسباب الهجوم المتواصل والانتقاد المستمر من قائد شرطة دبى على الجماعة؟
الخلاف والاختلاف مع الإخوان ليس مجرما أو حراما ومن حقى انتقادهم، وهناك
أكثر من 50% من الشعب المصرى الآن يعارضهم، لأنهم جماعة إقصائية لا تعمل إلا من أجل
مصالحها فقط، ولذلك لن ينجحوا أو يوفقوا، ولكن متى تدخلنا وهاجمنا الإخوان، عندما أعطوا
لأنفسهم الحق فى التدخل فى شؤوننا الداخلية والدخول على خط قضية داخلية بالإمارات بشأن
الستة أشخاص منحتهم الدولة جنسيتها، ولكن بعد فترة اتضح أنهم لا يستحقونها بسبب انتمائهم
للإخوان وقيامهم بممارسات تخل بالأمن العام فسحبت منهم الجنسية، وهذا أمر يخص الإمارات
وحدها. فوجئنا بهجوم من مواقع التواصل الاجتماعى واعتبار أن هؤلاء الأشخاص تمارس ضدهم
أساليب قمعية تخل بحقوق المواطنة فى الإمارات، ولذلك اعتبرنا ذلك تدخلا فى شؤوننا الداخلية.
من هنا كانت بداية المشادة عبر التويتر والفيس بوك، إذن لم نكن نحن البادئين بالهجوم
على الإخوان. فإذا كانوا يحكمون فى مصر أو تونس فهذا شأنهم ولا نتدخل فيه لكن بشرط
ألا يتدخلون فى شؤوننا أيضا.
هل تقصد إذن أن هجومك على الإخوان كان فقط بسبب أزمة الستة ولم يكن لأسباب
أو مواقف سياسية؟
لا لا البداية من الستة، وأنا قلت عبر تويتر إن هؤلاء قبل القبض عليهم
كانوا يرسلون شكاوى لجهات خارجية اعتقادا منهم بأنهم مظلومون، وأن "الإخوان"
على نصرهم قادرون. وقلت إننى مع الحق ومع المظلوم ومن له شكوى ضد انتهاك حقوقه والاعتداء
على حريته فأنا حاضر للتحقيق فيها. قالوا إن أمن الدولة مارس ضدهم ممارسات قمعية، قلت
سأقف معكم حتى أكبر مسؤول فى الدولة، قالوا إن الشرطة رفضت تسجيل بلاغهم ضد أمن الدولة،
فطلبت منهم الوقت واليوم والساعة لمعرفة من رفض تسجيل البلاغ. لم يقدم أى بيانات ولم
يأت أحد منهم إلينا، وكان غرضهم التهويل والكذب والادعاء بالباطل، لدرجة أنى اتصلت
مع الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبى، وقلت له إذا اكتشفت فيما يقولوه
هؤلاء الأشخاص صحيحا سأبلغك على الفور، لكنهم كانوا كاذبين.
لكن حدة الهجوم المتبادل مع الإخوان زادت بعد دخول الشيخ يوسف القرضاوى
على الخط؟
بالفعل هذا حدث وما زاد الأزمة أن ثلاثة من المنتمين لجماعة الإخوان فى
الإمارات من هؤلاء الستة سافروا إليه فى قطر واشتكوا له من تعرضهم لمضايقات أمنية وسحب
جنسية. القرضاوى صدقهم بالطبع ولم يتحر الحقيقة وصحة ادعاءهم. وخرج بتصريحات استفزازية
وقال: "إذا لم ترد لهم وثائقهم وجنسيتهم سأعتلى منابر المساجد وقناة الجزيرة للهجوم
عليكم".. يقصد الإمارات. وكان هذا أسلوب ابتزاز وتهديد غير مقبول من القرضاوى،
فقمت بالرد عليه وقلت: "سأصدر تعميما عليه وأقبض عليه إذا دخل البلاد" لأنه
أثار فتنة وحاول التدخل فى الشأن الداخلى. ولم أكن أقصد بالطبع القبض على شيخ مثل القرضاوى
وإلقائه فى السجن، كما سألنى أحد المغردين على تويتر، ولكنى أقول له: اتق الله يا شيخ
وتحرى الحقيقة، لأن ما قلته فينا خطأ. للأسف هذه الجماعة تستغل أى واقعة للهجوم علينا،
وهذه طبيعة الإخوان فهم لديهم تعليمات وتوجيهات من منظمات مجتمع مدنى فى بعض الدول
الغربية لازدراء الحكام العرب والهجوم على السلطة فى كل دولة عربية، ولدينا الدليل
على ذلك ومصر كانت البداية لتحقيق غرضهم للوصول إلى السلطة والحكم.
هل مازال الشيخ القرضاوى ممنوعا من دخول الإمارات؟
نعم مازال ممنوعا وصدرت تعليمات بذلك حتى قبل الأحداث الأخيرة والشد والجذب
بيننا. ولذلك فقد "فش خلقه" فينا بسبب منعه.
هجومك على الإخوان هل هو موقف شخصى أم أنه يعكس مخاوف سياسية من امتداد
نفوذ الجماعة وسيطرتها على دول الخليج؟
المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر يتدخل بالفعل فى الشأن الداخلى لدول
الخليج بإصدار توجيهات وتعليمات لقيادات الإخوان فى منطقة الخليج، ونحن نقول له:
"كف يدك وتوقف عن هذه الممارسات وخليك فى مصر".
وهل لديك الدليل على تدخل المرشد واتصاله بالإخوان فى دول الخليج؟
نعم لدينا إثباتات التدخل، فالمرشد يستقبل عناصر إخوانية إماراتية فى مصر
الآن، ويبايعونه على السمع والطاعة، وهذا ليس من حقه فهم ليسوا رعاياه. وهذا يعنى أن
الجماعة ومرشدها فى مصر تربى كوادر وعناصر وجماعات فى دولنا لأهداف وأغراض وغايات تختلف
عن غاياتنا، وهنا أقول له: سأتصادم معك.
لكن الهجوم من جانبك على الإخوان امتد ليطال به الرئيس محمد مرسى وما قلته
عن حكاية السجادة الحمراء وتقبيل الأيادى؟
كلامى الذى قلته عن محمد مرسى وتم نشره كان قبل توليه الرئاسة، وتم استغلال
هذا الكلام فى فترات الانتخابات الرئاسية من قبل أحد قيادات الإخوان فى الكويت الممنوعين
من دخول الإمارات للهجوم علينا مستغلا جماعة الإخوان فى مصر.
ما موقفك من الرئيس محمد مرسى الآن؟
ليس بينى وبينه شىء، ومشكلتى مع الإخوان، الذين يريدون تسويق وتصوير كلامى
ضدهم على أنه هجوم ضد مصر، وهذا غير صحيح على الإطلاق، قضيتى مع أفكار الإخوان وأغراضهم
وأهدافهم فى الإمارات ودول الخليج.
هل فى رأيك الإخوان يهددون أمن منطقة الخليج؟
هم يتآمرون على المنطقة. فماذا تقول عندما تعلم أن إماراتيا من الإخوان
وشيعيا ويهوديا صهيونيا اجتمعوا فى إحدى الدول العربية، وجلسوا على مائدة واحدة لبحث
ودراسة كيفية خلق فوضى داخل دول الخليج والإمارات بالاستعانة بعناصر من الداخل. ونعرف
هؤلاء الأشخاص بالاسم. وقمنا برصدهم ومتابعتهم. وفى رأيى أن هناك مؤامرة إخوانية على
الأمة، وليست دول الخليج فقط، فالإخوان قادمون لفرض سلطانهم على الوطن العربى.
هجومك على الإخوان يعنى أنهم فقط ليس لديهم سوى مشروع للسيطرة على الدول
العربية وليس مشروعا للنهضة؟
ليس لنا علاقة إذا كان لديهم مشروع للنهضة فى مصر أم لا، وإذا تم قبول
الناس بهم، فلا يعنى ذلك قبولنا بهم فى الإمارات أو فى السعودية، ولن تجدى أساليبهم
التى وصلوا بها للحكم فى مصر فى الإمارات أو باقى دول الخليج.
يبدو أنك تحذر من أى امتدادات للإخوان فى الإمارات وباقى دول الخليج ولديك
مبرراتك؟
نعم أحذر من تمددهم فى الإمارات والخليج، فحينما تصدر أوامر من المرشد
العام للإخوان فى السودان بدعم الإخوان فى الكويت للخروج على السلطة، فهذا تدخلا فى
شؤون الدول. ولا يصح أن تدار الدولة بسلطان المرشد والدولة المصرية الآن تدار بسلطان
المرشد، وإذا قبل المصريون بذلك فلن نقبله، ونقول للإخوان ابقوا داخل حدودكم ولا تأتوا
إلينا، وأقول لمرشد الإخوان كف الأذى وهذا أقل مطلب لنا.
بالنسبة لقضية تنظيم الإخوان الأخيرة فى الإمارات التى تم القبض خلالها
على 60 شخصا هل تكشفت لكم معلومات معينة؟
التحقيقات مازالت فى النيابة العامة وليست فى الشرطة وبالتالى لم تكن بمبادرة
من قوات الشرطة فى الدولة بل من النيابة التى أصدرت مذكرات توقيف بشأنهم، وتم الإفراج
عمن لم يصدر بحقه مذكرة أو إذن بالقبض عليه. التحقيق مع هؤلاء مازال فى نيابة أمن الدولة
التى أعلنت أن لديها أدلة تثبت تورط هؤلاء فى أمور تخل بأمن البلاد، وأعتقد أننا نصدق
النيابة، فهناك أدلة ثابتة عليهم للتشهير بالدولة والتواصل مع الخصوم وبث معلومات كاذبة
للمنظمات الدولية وتزوير الحقائق عن واقع ما جرى معهم. فقد قالوا إنهم سجناء رأى ومضطهدون،
أحدهم تم ضبطه متلبسا فى غرفة بأحد الفنادق مع عاهرة، وحاولنا عدم نشر الفضيحة حفاظا
عليه وعلى أسرته، ولكنه ظل يردد أنه حبيس رأى، فكنت مع نشر قضية الدعارة.
هل بين المقبوض عليهم مصريون؟
لا، ليس بين هذا التنظيم مصريون.
لماذا تجزم بأن المقبوض عليهم يشكلون تنظيما إخوانيا؟
نعم تنظيم بلا شك ينتمى للتنظيم الإخوانى الدولى ولديهم نفس التعليمات
والتوجيهات، وأحدهم ممن يحمل جنسية الدولة، ويعتبر نفسه من الدعاة، يقول إن حكام العرب
لم يعدوا صالحين للحكم وأنه يجب استبدالهم.
موقفك أصبح محيرا بصراحة للكثيرين، فهل هو موقف دولة الإمارات من نظام الحكم
الجديد فى مصر أم مجرد موقف شخصى لقائد شرطة دبى؟
ضاحى خلفان ليس وحده فقط الذى يهاجم الإخوان، وأنا لا علاقة لى بالأمور
السياسية. أنا أمثل رأى مواطن وإنسان عربى، يرى مخاطر تهدد الوطن العربى من الإخوان
ويحذر منها. وموقفى ليس غريبا، فقد كان لنا موقف من الرئيس الراحل عبدالناصر والرئيس
السادات، وليست هذه أول مرة أن يكون لنا موقف من نظام الحكم فى مصر.
ومع ذلك الجماعة والحزب الذى يمثلها فى مصر هاجمونى وشتمونى، ويكفى أن
تعلم أننى تلقيت على تليفونى الخاص أكثر من 2500 مكالمة من مصر تهددنى وتسبنى، وهذه
المكالمات تم رصدها ومسجلة عندى وأستطيع نشرها. وهذا نوع من البلطجة الذى يمارسه حزب
الحرية والعدالة.
البعض يرى أن الفريق ضاحى خلفان تعجل فى الهجوم ولم ينتظر وقتا كافيا للحكم
على مدى نجاح الإخوان أو الرئيس الجديد فى الحكم؟
يا سيدى المشكلة ليست فى فترة الحكم أو غيرها "إن شا الله يحكمون
مصر مدى الحياة"، المشكلة فى التدخل فى الشؤون الداخلية لنا. وعليهم أن يكفوا
شرهم عنا، لكن هذا لن يحدث لأنهم تنظيم دولى.
المفارقة أنكم كدولة الإمارات رحبتم منذ أكثر من 30 عاما بالإخوان وعاشوا
هنا فترات طويلة وتولوا المناصب؟
عندما جاءوا إلينا الناس هنا لم يكن لديهم فكرة عنهم وعن أفكارهم، واستقبلوهم
على أساس أنهم أخرجوا من ديارهم، وأنهم ظلموا فى مصر. تبين بعد ذلك أن هؤلاء الذين
جاءوا كدعاة ووعاظ كانوا عبارة عن "سمكرية" و"صباغين" و
"نقاشين" و"شحامين" قاموا بتزوير شهادات دراسية من كليات الدراسات
الإسلامية. هذه كانت الكارثة عندما كشفنا الحقيقة. ومع ذلك لم يحافظ الإخوان على الكرم
وحسن الضيافة، فقد حاولوا بث أفكارهم فى عقول أبنائنا بغرض التمرد والخروج على السلطة
والشرعية.
كيف تفسر إذن الزيارات الأخيرة لوزير الإعلام صلاح عبدالمقصود لدبى وزيارة
خيرت الشاطر أيضا رغم التوتر الحالى؟
أنا لست مسؤولا عن هذه الزيارات ولست معنيا بمن يأتى أو لا يأتى، فهذه
أمور تقررها الدولة. لكن من يثبت عليه محاولة التدخل فى شؤوننا وإثارة الفتنة سنمنعه
من الدخول. ولست أنا الذى يحدد طبيعة العلاقات بين الدول، فالمصالح المشتركة هى التى
تحدد علاقاتنا مع نظام الحكم الجديد فى مصر.
يعنى ليس لديك مشكلة فى التعامل مع الإخوان إذا كانوا يمثلون الدولة الجديدة
فى مصر؟
أنا شخصيا لا أٌأمن لهم فلا عهد ولا أمان لهم وكل من وضع يده معهم خرج
نادما.
توقعت أن حكم الإخوان لن يستمر وتوقعت أن ينتهى خلال 3 أو 5 سنوات فلماذا
قلت ذلك؟
عموما هذا سابق لأوانه ولكن ألا تلاحظ الارتباك والجمود فى الأوضاع فى
مصر والماء إذا جمد فسد وتعكر. هم لا يملكون مشروعا وأتحداهم وإلا كانوا عرضوه وبدأوا
فى تنفيذه.
فليس عندهم شىء وليس لديهم أدوات ولاعبون لتنفيذ أى مشروع.
انطباعك حتى الآن عن الرئيس محمد مرسى؟
ليس لديه شىء ولم يقدم أو يؤخر. لم نر منه شيئا حتى الآن حتى الـ100 يوم
التى وعد بها لم يستطع الوفاء بوعوده. لكن مع ذلك أقول امنحوه 3 سنوات ثم يأتى بعد
ذلك الحكم عليه.
ألا ترى أن تدخل بعض دول الخليج مثل السعودية وقطر بالتمويل للإخوان والسعوديين
يزيد من تعقيد المشهد؟
وأنا من هنا أطالب دول الخليج بتجفيف مصادر التمويل ووقف هذه الأموال.
ليس لدى مشكلة فى تدعيم الدولة ومساندتها، فهذا لا غبار عليه وإنما أن تدعم وتمول تنظيما
وجماعات فهذا خطأ لأنه يمنح هؤلاء قوة على باقى الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى
فى مصر.
فى إطار التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجى، هل هناك تحركات لتجفيف مصادر
التمويل؟
أنا أدعو وأطالب تلك الدول فقط بوقف هذا التمويل.
منذ مجىء الإخوان والكلام يتداول بأن الإمارات فتحت بنوكها وأراضيها لرموز
النظام السابق مثل الفريق أحمد شفيق؟
الإخوان يحاولون تشويه خصومهم ومعارضيهم ونظم الحكم الأخرى لأن "عقولهم
صغيرة". الفريق أحمد شفيق كان مرشحا للرئاسة، ويقال إنه فاز فى انتخابات الإعادة
لولا التدخل الأمريكى. فشفيق ليس من الفلول وهو رجل له حق من حقوق المواطنة ونافس بقوة
فى الانتخابات وتشويهه ومطاردته بهذه الطريقة "عيب".
هل ستقوم الإمارات بتسليم الفريق شفيق لمصر فى حالة صدور حكم ضده؟
إذا منح شفيق حق اللجوء فى الإمارات فلن يتم تسليمه. الإخوان هربوا من
مصر وجاءوا إلينا ولم يتم تسليمهم فلماذا يقبلون على أنفسهم ما لا يقبلونه على الآخرين.
بالنسبة للمهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة الأسبق والموجود
فى دبى، هل سيتم تسليمه أيضا فى حالة صدور حكم ضده؟
أحكام تسليم الأشخاص الصادر ضدهم أحكام ومطلوب تسليمهم من الإنتربول الدولى،
نقوم بإحالتهم للمحاكم والقاضى هو الذى يقرر تسليم الشخص أو عدم تسليمه.
يتردد أن الإمارات تتخذ إجراءات تضييق على المصريين لديها من خلال منع التأشيرات
وعدم تجديد الإقامات بسبب الموقف من الإخوان؟
عزيزى عادل أنت جئت إلى الإمارات فهل منعك أحد؟ والمصريون يأتون يوميا
إلى الإمارات ولا يمنعهم أحد. وليست هناك أى إجراءات ضد إخوتنا المصريين المقيمين فى
الدولة وهم يعيشون كأشقاء أعزاء وفى "العين أوسع من الدرب". لكن هذه طريقة
الإخوان فى مهاجمة الإمارات بلا مبرر ويصفوننا بأبشع الأوصاف.
ألا تخشى بسبب هذا التصعيد ضد الإخوان والموقف منهم من وقوع أحداث داخل
الدولة؟
إذا حدث ذلك فهم إذن جماعة مجرمة وليست جماعة سياسية حاكمة لدولة. وإذا
كانت تنظيما وصل إلى الحكم ويعمل على القيام باغتيالات أو تدبير أحداث أمنية، فهذه
كارثة. وكيف يسمح لها أن تكون تنظيما حاكما إذن. أنا كرجل أمن أتعاطى مع كل أنواع الجرائم
الجنائية والسياسية.
لماذا تصف ما حدث من ثورات فى مصر وتونس واليمن بـ"الفسيخ العربى"
وليس "الربيع العربى"؟
لأن الفسيخ به ملح كثير والملح يرفع الضغط ويولد الانفجار وهذا ما نراه
الآن.
لكن ربما يكون الوقت مبكرا لتقييم الثورات العربية ووصفها بـ"الفسيخ"؟
عند نهاية المطاف سنرى النتيجة والمقدمات التى نراها ونعيشها الآن فى الثورات
العربية لن تؤدى إلى نتائج صحية. الإخوان ليس لديهم شىء، وأفكارهم وخططهم معروفة، فقد
نشروا بلطجيتهم فى كل مفاصل الدولة، وبعدها يبدأون فى الترويج لأفكارهم وبعدها تبدأ
مرحلة السيطرة بحيث لا يمكن إزاحتهم عن الحكم.
إذن لا ترى أن هناك تجربة ديمقراطية فى ظل الإخوان؟
من يقر ويمارس هذه الأساليب فى الحكم والسيطرة لا يعرف الديمقراطية.
هل تتوقع ثورات "ربيع عربى" آخر؟
ما يحدث لا أعتبره ربيعا، على سبيل المثال كان بالإمكان الانتظار على مبارك
دون إحداث شروخ سياسية واجتماعية مثل التى نراها الآن فى مصر. فوحدة المجتمع مهددة
الآن. وما حدث أنه تم تغيير نظام مستبد بنظام مستبد آخر، وبالتالى فلم نفعل شيئا. الثورات
العربية فى رأيى لن تحقق أهدافها على الإطلاق سواء فى مصر أو فى تونس.
ولماذا لا تمنح الفرصة لتيار الإسلام السياسى فى الحكم؟
لا هذا التيار والإخوان ليس لديهم سوى عولمة أفكارهم فى العالم العربى.
وأنا أقول إن محاولة "أخونة الخليج" ستلاقى بحزم وبشدة وسوف نتصدى لهم.
ألا ترى أنك فى الخليج أصبحت محاصرا بين إيران من جانب والإخوان من جانب
آخر؟
أؤكد لك أنه لا خطر على الخليج لا من إيران أو من الإخوان لأن العبث بأمن
الخليج يعتبر عبثا بالأمن القومى الأمريكى والغربى بسبب ثرواته من النفط.
نأتى إلى الإمارات.. ما تقييمك للتجربة الديمقراطية بعد انتخابات المجلس
الوطنى الأخيرة؟
حرية التعبير مكفولة فى الإمارات وأنا على سبيل المثال أتحدث براحتى ولا
أستأذن أحدا ولا آخذ إذنا من أحد للكلام والحديث. حكامنا ينظرون للمتحدث من خلال نوازعه
الوطنية بحيث لا يحركه أحد من الخارج أو ينتمى لتنظيم. وأنا أنتمى بالقطع للأرض والوطن
ولا يحركنى تنظيم ولذلك أقول ما أشاء.
وماذا عن إمكانية تشكيل أحزاب فى الإمارات؟
الحزب فكرة غربية ومجتمعنا له خصوصية وطبيعة اجتماعية وسياسية خاصة به.
الأحزاب عندنا هى القبيلة. والقبائل تختار حاكمها، فلدينا أعراف قديمة تحكمنا مثل الأعراف
التى تحكم بريطانيا. فالوضع الحالى يتماشى مع أوضاعنا الاجتماعية، ونحن جربناه وأثبت
نجاحه المذهل. والنظام القبلى جربناه فى دبى وما تشهده الإمارات من نهضة وتطور خير
دليل على النجاح. فربيع الإمارات هو الربيع الحقيقى فى التنمية والعمران والتطور. والحاكم
فى الإمارات ليس فئة جاءت واستولت على الحكم، ولكنه ممثل ومدعوم من القبائل. ولو كان
حاكما ممثلا لجماعة فلن ينجح بالطبع.
وإذا افترضنا وجود أحزاب، فالقبائل هى التى ستشكلها مثلما حدث فى اليمن،
لأن هناك ارتباطا اجتماعيا للأفراد بقبائلهم ونفوذها.
على ذكر دبى.. بالتأكيد الإمارة تواجه تحديات أمنية كبيرة مع التوسع العمرانى
والتنمية الحادثة فيها؟
نحن نتطور باستمرار لنواكب النهضة الحاصلة فى الإمارة ويكفى أن أقول لك
إننا نؤسس حاليا لمختبر جنائى يضاهى الـ "أف بى آى" مكتب التحقيقات الفيدرالى
الأمريكى، ولدينا أكبر نسبة من الضباط المتعلمين وحملة الماجستير والدكتوراه فى كل
التخصصات فى شرطة دبى مقارنة بباقى الدول. ولا نترك تخصصا أمنيا وعلميا إلا ولنا فيه
ضباط.
ماذا عن حجم الجرائم فى الإمارة؟
حوادث المرور حققنا تقدما كبيرا فيها وأصبح لدينا نسبة 3:5 حالة وفاة لكل
100 ألف نسمة، وهى نسبة تتماشى وحوادث المرور فى الدول الإسكندنافية. وهدفنا أن نصل
بالوفيات فى عام 2020 إلى نسبة الصفر، وهو تحدٍ صعب ولكن نعمل من أجل تحقيقه من الآن.
أما بالنسبة للجرائم الجنائية فإحصائيات وزارة الداخلية فى الدولة تشير
إلى أن دبى أأمن منطقة فى الإمارات ودول الخليج.
بالنسبة لقضية اغتيال محمود المبحوح القيادى فى كتائب القسام فى دبى فى
يناير 2010 ماذا تم بشأنها؟
ألقينا القبض على فلسطينى كان عميلا للموساد، كما تم القبض على ثلاثة آخرين
فى دول أوروبية. ومازالت هناك قوائم ترقب وانتظار فى الدولة لكل المتهمين فى اغتياله.
لكن مازلنا نتساءل لماذا لم تقم "حماس" بإبلاغنا عن زيارته وحضوره إلى دبى
لنقوم بتأمينه مثلما تقوم بالإبلاغ عن قدوم خالد مشعل عند زيارته للإمارات وتطالب بحراسته
وتأمينه.
الإمارات تستعد لإصدار قانون لضبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعى
"الفيس بوك وتويتر" ألا ترى أن ذلك يعد تضييقا على الحريات؟
القانون الذى يتم إعداده يهدف إلى الحد من السباب والشتائم والمهاترات
التى تحدث وزادت خلال الفترة الأخيرة. وعندما تفلت الأمور يتدخل المشرع لضبط الخلل
والشتائم. والقانون سيتعامل مع كل من يتهجم على الأشخاص والدولة. وأنا أتساءل: هل الحريات
فى التعبير هى الشتيمة والسب والقذف والتهويل والتضخيم وإثارة الفتنة؟
أسأل حماس: لماذا لم تبلغونا بزيارة المبحوح فى دبى قبل اغتياله مثلما
تفعلون مع زيارات خالد مشعل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق