((من قويت شوكته وجبت
طاعته))
صلى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما بأهل
المدينة يوم الحرَّة (1) وقال: (نحن مع من غلب) (2). وقال: (لا أقاتل في الفتنة،
وأصلي وراء من غلب) (3).
وقال الإمام أحمد رحمه الله :
" ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة
وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً، براً كان أو فاجراً". (4)
وقال ابن حجر رحمه الله :
"وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما
في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء وحجتهم هذا الخبر (5) وغيره مما يساعده ولم يستثنوا
من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته
لمن قدر عليها كما في الحديث الذي بعده" . (6)
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، رحمه
الله:
"الأئمة مجمعون من كل مذهب، على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت
الدنيا" . (7)
وفق الله ولي الأمر الرئيس المصري "عدلي منصور"
لما يحب ويرضى ، ولما فيه مصلحة المسلمين .
_________
(1) الحرة موضع قريب من المدينة، ووقعة الحرة
هذه هي الوقعة التي حصلت بين يزيد بن معاوية وبين أهل المدينة لما خلعوه لما أخذوا
عليه من فسق، فبعث إليهم من يردهم إلى الطاعة، وأنظرهم ثلاثة أيام، فلما رجعوا
قاتلهم واستباح المدينة ثلاثة أيام ... انظر: ((البداية والنهاية)) (8/ 232).
(2) ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد (4/ 110).
(3) ((الطبقات الكبرى)) (4/ 149). وإسناده
صحيح إلى سيف المازني، أما هو فأورده ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا
تعديلاً. انظر: إرواء الغليل (2/ 304).
(4) ((الأحكام السلطانية)) لأبي يعلى (ص:
23).
(5) يعني حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من
رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات
ميتة جاهلية»
(6) ((فتح الباري لابن حجر)) (13/ 7)
(7) ((الدرر السنية في الأجوبة النجدية)) (9/
5)
البيان
«الثالث والثلاثون» لمجلس شورى العلماء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد،،،
قال تعالى:
(وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)
إن مجلس شورى
العلماء يتابع الأحداث الجارية على الساحة المصرية اليوم، وما أدت إليه المواقف
والقرارات الأخيرة من مواجهات دامية بين أهل البلد الواحد، وهذا لا يُرضي الله
أولًا ولا الناصحين الأمناء في هذه الأمة ثانيًا. وبعد التشاور يطرح المجلس هذه
الرؤية للخروج من هذه الأزمة، ولعودة الشارع إلى حالته الطبيعية، ولتهدئة جموع
الشعب المصري، وصيانةً لدمائه وأمواله وممتلكاته وتتمثل فيما يلي:
أولًا: عودة
الرئيس المنتخب من الشعب الدكتور محمد مرسي إلى مكانه رئيسًا للبلاد.
ثانيًا: مطالبة
الدكتور محمد مرسي بتشكيل حكومة كفاءات وطنية تكون قادرة على خدمة هذا الوطن
ويُتفَق عليها.
ثالثًا: إيقاف
حملة الاعتقالات والإفراج عن جميع المعتقلين في هذه الأزمة الأخيرة.
رابعًا: السعي
في عقد مصالحة وطنية بين جميع الأطراف، وضرورة العفو والتجاوز.
خامسًا:
المطالبة بالإسراع بإجراء انتخابات برلمانية.
سادسًا:
تُشَكَّل الحكومة من أغلبية مجلس الشعب بعد انتخابه، وله النظر في شرعية بقاء
الرئيس من عدمه.
سابعًا: نظُن ما
وقع من قرارات المجلس العسكري قائمة على لون اجتهاد - يُغفَر لهم إن شاء الله -
ولا يُطعَن عليهم بما نعلمه عنهم من محبتهم لبلادهم، وسعيهم الدؤوب في مصلحة
البلاد والعباد، وأنه لا يعيبهم أن يرجعوا إلى الحق، قال تعالى: (فَاتَّقُواْ
اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ)
وفق الله الجميع
لما يحبه ويرضاه، وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلَّم.
أعضـــــاء
المجلس
والموقعون على
البيان
-1 فضيلة الدكتور/
عبدالله شاكر ............ رئيسًا
-2 فضيلة
الدكتور/ محمد حسان ................. نـائبًا
-3 فضيلة الشيخ/
أبو إسحاق الحويني ............. عضوًا
-4 فضيلة
الشيخ/محمد حسين يعقوب ............ عضوًا
-5 فضيلة
الدكتور/ سعيد عبدالعظيم .......... عضوًا
-6 فضيلة الشيخ/
مصطفى العدوي ................. عضوًا
-7 فضيلة
الدكتور/ جمال المراكبي ............ عضوًا
-8 فضيلة الشيخ/
أبو بكر الحنبلي ............... عضوًا
-9 فضيلة الشيخ/
وحيد بن بالي .................... عضوًا
-10 فضيلة
الشيخ/ جمال عبد الرحمن ......... منسق المجلس
تحريرًا في 28
شعبان 1434 هجريـًا - 7 يوليو 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق