استمرار مسلسل "الانبطاح للآخر" في الصحف القومية
قال
الله تعالى :{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم "بالمودة" ، وقد كفروا بما جاءكم من الحق
}
وقال
تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلّا ولا ذمّة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون }
في
هذه المقالة تجدون رداً من الدكتور "عبد الحليم منصور" على "ابن
القيم" - رحمه الله - الذي قال في كتابه "أحكام أهل الذمة" :
"وأما
التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل
أن يهنئهم بأعيادهم، وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد
ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات
، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من
التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر
للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر
فقد تعرض لمقت الله وسخطه" أ . هــــــ .
فنجد الدكتور يبرر كلام ابن القيم بأنه
كان يعيش في زمن التتار ، فينزل كلامه على زمن الحرب ، أي أن "ابن القيم"
- رحمه الله - كان يقصد الكفار المحاربين للمسلمين ، ومن الواضح أن الدكتور لم
يقرأ اسم الكتاب الذي يرد على صاحبه : فكتاب ابن القيم اسمه "أحكام أهل الذمة" أي الذين دخلوا في ذمة المسلمين ويعيشون بينهم ، ولكن ماذا نقول في
زمن الانبطاح للآخر ؟؟؟؟
الخليفة المعروف "عمر بن العزيز" وموقفة من أهل الذمة من
كتاب ابن القيم رحمه الله والذي أدعوكم لقراءته :
"فأمّا
عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى فإنّه كتب إلى جميع عمّاله في الآفاق:
أمّا
بعد، فإنّ عمر بن عبد العزيز يقرأ عليكم من كتاب اللّه: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّما المشركون نجس}
[التوبة: 28] ، جعلهم اللّه " {حزب الشّيطان}
[المجادلة: 19] " وجعلهم: {الأخسرين أعمالا الّذين ضلّ سعيهم في الحياة
الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا} [الكهف: 103 - 104] ، واعلموا أنّه لم يهلك
من هلك من قبلكم إلّا بمنعه الحقّ وبسطه يد الظّلم، وقد بلغني عن قوم من المسلمين
فيما مضى أنّهم إذا قدموا بلدا أتاهم أهل الشّرك فاستعانوا بهم في أعمالهم
وكتابتهم لعلمهم بالكتابة والجباية والتّدبير، ولا خيرة ولا تدبير فيما يغضب اللّه
ورسوله، وقد كان لهم في ذلك مدّة وقد قضاها اللّه تعالى، فلا أعلمنّ أنّ أحدا من
العمّال أبقى في عمله رجلا متصرّفا على غير دين الإسلام إلّا نكّلت به، فإنّ محو
أعمالهم كمحو دينهم، وأنزلوهم منزلتهم الّتي خصّهم
اللّه بها من الذّلّ والصّغار، وآمر بمنع اليهود والنّصارى من الرّكوب
على السّروج إلّا على الأكف، وليكتب كلّ منكم بما فعله من عمله.
وكتب
إلى حيّان، عامله على مصر باعتماد ذلك فكتب إليه:
أمّا
بعد يا أمير المؤمنين فإنّه إن دام هذا الأمر في مصر أسلمت الذّمّة، وبطل ما يؤخذ
منهم،
فأرسل
إليه رسولا وقال له:
اضرب
حيّان على رأسه ثلاثين سوطا أدبا على قوله، وقل له: من دخل في دين الإسلام فضع عنه
الجزية، فوددت لو أسلموا كلّهم، فإنّ اللّه بعث محمّدا داعيا لا جابيا."
وأترككم مع هذه الآيات التي ساقها ابن القيم للدلالة على غش أهل الذمة
للمسلمين وعداوتهم وخيانتهم وتمنيهم السوء لهم ، والتي لو قرأها أحدنا اليوم على
المنبر لقيل عنه أنه يثير الفتنة الطائفية :
فصل
في سياق الآيات الدّالّة على غشّ أهل الذّمّة للمسلمين وعداوتهم وخيانتهم وتمنّيهم
السّوء لهم، ومعاداة الرّبّ تعالى لمن أعزّهم أو والاهم أو ولّاهم أمور المسلمين.
- قال تعالى: {ما يودّ الّذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربّكم} [البقرة: 105] .
- وقال تعالى: {ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّارا حسدا من عند أنفسهم} [البقرة: 109] .
- وقال تعالى لرسوله: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تتّبع ملّتهم قل إنّ هدى اللّه هو الهدى ولئن اتّبعت أهواءهم بعد الّذي جاءك من العلم ما لك من اللّه من وليّ ولا نصير} [البقرة: 120] .
- وقال تعالى: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلّا أن تتّقوا منهم تقاة ويحذّركم اللّه نفسه وإلى اللّه المصير} [آل عمران: 28] .
- وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بيّنّا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} [آل عمران: 118] .
- وقال تعالى: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضّلالة ويريدون أن تضلّوا السّبيل - واللّه أعلم بأعدائكم وكفى باللّه وليّا وكفى باللّه نصيرا} [النساء: 44 - 45] .
- وقال تعالى: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلا - أولئك الّذين لعنهم اللّه ومن يلعن اللّه فلن تجد له نصيرا} [النساء: 51 - 52] .
- وقال تعالى مبشّرا لمن والاهم بالعذاب الأليم: {بشّر المنافقين بأنّ لهم عذابا أليما - الّذين يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة للّه جميعا} [النساء: 138 - 139] .
- وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا للّه عليكم سلطانا مبينا} [النساء: 144] .
- وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين - فترى الّذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى اللّه أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين - ويقول الّذين آمنوا أهؤلاء الّذين أقسموا باللّه جهد أيمانهم إنّهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين} [المائدة: 51 - 53] .
- وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينكم هزوا ولعبا من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفّار أولياء واتّقوا اللّه إن كنتم مؤمنين - وإذا ناديتم إلى الصّلاة اتّخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون} [المائدة: 57 - 58] .
- وقال تعالى: {ترى كثيرا منهم يتولّون الّذين كفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم وفي العذاب هم خالدون - ولو كانوا يؤمنون باللّه والنّبيّ وما أنزل إليه ما اتّخذوهم أولياء ولكنّ كثيرا منهم فاسقون} [المائدة: 80 - 81] .
- وقال تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلّا ولا ذمّة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون - اشتروا بآيات اللّه ثمنا قليلا فصدّوا عن سبيله إنّهم ساء ما كانوا يعملون - لا يرقبون في مؤمن إلّا ولا ذمّة وأولئك هم المعتدون} [التوبة: 8 - 10] وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبّوا الكفر على الإيمان ومن يتولّهم منكم فأولئك هم الظّالمون} [التوبة: 23] .
- وقال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [المجادلة: 22] .
- وقال تعالى: {ألم تر إلى الّذين تولّوا قوما غضب اللّه عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون - أعدّ اللّه لهم عذابا شديدا إنّهم ساء ما كانوا يعملون} [المجادلة: 14 - 15] .
- وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءكم من الحقّ يخرجون الرّسول} [الممتحنة: 1] ، إلى قوله:. . . . {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتّى تؤمنوا باللّه وحده} [الممتحنة: 4] .
- وقال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتولّوا قوما غضب اللّه عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} [الممتحنة: 13] .
- وقال تعالى: {ياأيّها الّذين آمنوا إنّما المشركون نجس} [التوبة: 28] .
- وقال تعالى: {هأنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبّونكم وتؤمنون بالكتاب كلّه وإذا لقوكم قالوا آمنّا وإذا خلوا عضّوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إنّ اللّه عليم بذات الصّدور - إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيّئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا إنّ اللّه بما يعملون محيط} [آل عمران: 119 - 120] .
- وقد أخبر سبحانه عن أهل الكتاب أنّهم يعتقدون أنّهم ليس عليهم إثم ولا خطيئة في خيانة المسلمين وأخذ أموالهم، فقال تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤدّه إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤدّه إليك إلّا ما دمت عليه قائما ذلك بأنّهم قالوا ليس علينا في الأمّيّين سبيل ويقولون على اللّه الكذب وهم يعلمون} [آل عمران: 75] .
والآيات
في هذا كثيرة، وفي بعض هذا كفاية.