الأحد، 28 فبراير 2016

معنى الجماعة في حديث حذيفة بن اليمان - الجزء الأول

معنى الجماعة في حديث حذيفة بن اليمان - الجزء الأول
------------------------------------------


الحمد لله ،
بعد ما لاقته الأمة من فتنة الخراب العربي ، تلك الفتنة التي وقع فيها الكثير من الدعاة في مصر والعالم العربي ، وفقني الله للوصول للداء الرئيسي للوقوع في هذه المحنة ،
ذلك الداء الذي فاتنا الأخذ بعلاجه - والذي نصح به الرسول - والذي لو تناولناه لكان لنا شأن آخر ، ولكنه أمر الله ،
"
وكان أمر الله قدراً مقدورا" .
------------------------------------------
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الفتن : "باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة" حديث حذيفة وسؤاله عن الشر مخافة أن يدركه ،
ذلك الحديث الذي فيه سؤاله الرسول : «فهل بعد ذلك الخير من شر؟
قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»
قلت: يا رسول الله صفهم لنا،
قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟
قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»
أ . هـــــ .
وبتأمل هذا الحديث الذي يصف حالنا وزماننا وصفاً دقيقاً ، فلنا معه ثلاث وقفات :
-------------------------------------------------
الوقفة الأولى : من هم الدعاة على أبواب جهنم ؟
قال ابن حجر في الفتح :
"
والذي يظهر أن المراد ......... بالدعاة على أبواب جهنم من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم وإلى ذلك الإشارة بقوله الزم جماعة المسلمين وإمامهم يعني ولو جار ويوضح ذلك رواية أبي الأسود ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك وكان مثل ذلك كثيرا في إمارة الحجاج ونحوه"
..
فتح الباري لابن حجر (13/ 36 )
------------------------------------------------
الوقفة الثانية : من المقصود بجماعة المسلمين ؟
قال ابن حجر أيضاً في الفتح :
"
قال الطبري اختلف في هذا الأمر وفي الجماعة فقال قوم هو للوجوب والجماعة السواد الأعظم ثم ساق عن محمد بن سيرين عن أبي مسعود أنه وصى من سأله لما قتل عثمان عليك بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة وقال قوم المراد بالجماعة الصحابة دون من بعدهم وقال قوم المراد بهم أهل العلم لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين قال الطبري والصواب :
أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة"
-------------------------------------------
الوقفة الثالثة : من المقصود بإمامهم ؟
قال ابن حجر في الفتح :
"
قوله تلزم جماعة المسلمين وإمامهم بكسر الهمزة أي أميرهم زاد في رواية أبي الأسود تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وكذا في رواية خالد بن سبيع عند الطبراني فإن رأيت خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك فإن لم يكن خليفة فالهرب ."
--------------------------------------------------
فما هو فهم الدعاة المعاصرين والمشايخ لمعنى الجماعة والإمام وتنزيلهم للحديث ؟

(يُتبع إن شاء الله(

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق