السبت، 9 يونيو 2012

محمد مرسي يسقط في خداع "آشتون" ، واللواء حسام سويلم يرد عليه





جزء من لقاء محمد مرسي مع عماد أديب على قناة السي بي سي يوم 8 يونيو 2012
وفيه يكرر تصريح "آشتون" المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي :  "نظام مبارك سرق 5 تريليون دولار"





وقفة مع افتراءات «الإخوان»
المصدر: الأهرام اليومى
بقلم:   حسام سويلم
28 مايو 2012

ـ يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم «كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون»، وإذا كان الدين ـ للأسف الشديد ـ قد أصبح اليوم هو التجارة الرابحة عند الكثيرين من المتأسلمين فى الجماعات الدينية العديدة، التى تعج بها الساحة السياسية فى مصر، إبتغاء الوصول إلى السلطة والحكم، والتى تملأ سماء مصر وأرضها صراخا ليل نهار مطالبة بتطبيق مبادئ وقواعد الإسلام وشريعته.


فإن أول هذه المبادئ والقواعد أن يكون المسلم صادقا فى حديثه مع نفسه وربه ومع الآخرين، إلا أن جماعة الإخوان التى ابتلى بها العالم الاسلامى منذ أكثر من ثمانين عاما، وما تفرع عنها من تنظيمات وجماعات متطرفة وهدامة، دأب قادتها على احتراف الكذب فى كل تصريحاتهم ومعاملاتهم، ليس فقط فيما يتعلق بكذباتهم حول عدم تقديم مرشح للرئاسة، وادعائهم المشاركة وليس المغالبة فى انتخابات مجلس الشعب، وتسلطهم على لجنة إعداد الدستور، وسعيهم لإسقاط حكومة الجنزورى، وادعائهم كذبا عدم المشاركة فى مليونية الزحف إلى وزارة الدفاع، فى حين كانوا هناك بكل ثقلهم. إلا أن الكذبة الأخيرة والمفضوحة والمثيرة للسخرية، وهى ليست بالأخيرة، والتى أصابتنى بالصدمة والذهول والقرف. تلك التى جاءت على لسان د. محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان للرئاسة عندما سمعته فى مؤتمره الانتخابى فى 12-5-2012 يتحدث وبثقة كبيرة ما معناه ان أصحاب العهد البائد من مبارك وحاشيته قد لهفوا (أى سرقوا) من خزائن مصر طوال ثلاثين عاما ما بين 5و6 تريليونات دولار! والتريليون كما نعلم هو ألف مليار.


فإذا كان سعر الدولار هو 6 جنيهات، فإن معنى ذلك أن النظام السابق سرق من 30ـ36 تريليون جنيه على مدى ثلاثين سنة حكم فيها مصر، أى بمتوسط سرقة تريليون جنيه سنويا! فإذا كانت آخر ميزانية لمصر لم تزد عن (350) مليار جنيه، وإجمالى مصروفات (514) مليار جنيه، أى بعجز نقدى مقداره (164) مليار جنيه، مقابل (127) مليار جنيه عجزا فى ميزانية 2011-2012، وهو ما يؤكد أن ميزانية مصر لم تصل أبدا فى أى سنة إلى تريليون جنيه، وبالكاد لم تصل إلى نصف تريليون جنيه، فكيف يمكن لنظام مبارك أن يسرق تريليون جنيه من ميزانية الدولة سنويا؟! وهل لم يصرف هذا النظام جنيها واحدا على مشاريع تنمية وخدمات ورواتب ومعاشات. إلخ؟! ثم من أين جاء نظام مبارك أصلا بهذا المبلغ الذى يزعمه د. مرسى؟ إننا لا نقبل الفساد أيا كان مصدره، سواء من نظام سابق أو نظام لاحق، إلا أن لدينا عقولا نفكر بها ويمكننا أن نزن بها ما يطرح علينا من أقوال مرسلة لا تمت للحقيقة بصلة ولا يقبلها عقل ولا منطق، والغريب فى مؤتمر د. مرسى أن أحدا من الحضور لم يعمل عقله لحظة فى التفكير فى المبالغة والتضخيم المصطنع الذى يسوقه مرسى حول هذه التريليونات المسروقة، بل كانوا كالقطيع يصفقون ويهتفون قائلين: «مرسى قالها قوية، مصر بلدنا مش تكية»، ويبقى السؤال قائما: كيف يمكن أن نقبل برئيس لمصر صناعته وحزبه وجماعته الكذب ثم الكذب ثم الكذب، وللأسف كل ذلك باسم الدين، والدين منهم براء.


وبمناسبة التريليونات التى يتحدث عنها د. مرسى ويقول إن النظام السابق نهبها، فهل يتذكر حجم مليارات الدولارات والجنيهات ـ ولا نقول تريليونات ـ التى سرقها فى ثمانينيات القرن الماضى أباطرة شركات توظيف الأموال الإسلامية من مدخرات المصريين، وأورثوهم الحسرة والخراب والموت والأمراض والفقر، وهربوا بها إلى الخارج، وبعضهم يعيش اليوم فى لندن فى قصور بهذه الأموال الحرام، لقد خدع أباطرة هذه الشركات المصريين بأكاذيب الأرباح الإسلامية الحلال، وجاءوا لهم بشيوخ ذوى ذمم خربة يشجعونهم على إيداع أموالهم فى هذه الشركات، وكان جميع أصحاب هذه الشركات بدون استثناء من رموز جماعة الإخوان وما تفرع عنها من جماعة دينية أخرى ـ مثل شركات الشريف. وغيرها، وإذا كان الدين هو سبيلهم إلى خداع الناس وسرقة أمولهم، فإن سمة الفساد الذى انكشف فى «كشوف البركة» التى حوت أسماء كبار المسئولين ممن كانوا يسهلون أعمال هذه الشركات، ويحصلون على أرباح خاصة تزيد على 25% هو طبيعة أعمالهم. فهل يتذكر د. مرسى كيف كانت نهاية امبراطورية شركات توظيف الأموال؟ لقد سلطهم الله تعالى على انفسهم الخربة، فكشفوا أنفسهم بأنفسهم، ودمروا أنفسهم بأنفسهم، وهذا هو نفس المصير الذى ينتظر كل من يتاجر بالدين اليوم من أجل السلطة والحكم، ويريد السوء والإيذاء لمصر وشعبها، ومصداقا للحديث الشريف: «مصر كنانة الله فى أرضه من أرادها بسوء قصمه الله».


وفى النهاية أذكر د. مرسى بحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آيات المنافق خمس: إذا تحدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا إؤتمن خان، وإذا خاصم فجر»، وكلها سمات واضحة وضوح الشمس فى سلوكيات جماعة الإخوان، أما مصير المنافقين فيخبرنا عنه المولى عز وجل فى قوله: «إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق