الاثنين، 5 ديسمبر 2011

العلم النافع و 6 أبريل و العلم الضار


 من ثورات و حقائق سرية - Revolutions & Secret Facts
في 4 ديسمبر، 2011‏ في 07:52 صباحاً‏ ·‏


من سنن الدعاء الواردة عن النبي محمد التعوذ من العلم الضار فكان يقول : اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع

فهل هناك علم ضار ؟؟ و هل هناك علم لا ينفع ؟؟

أقر نشطاء الديمقراطية و حركة 6 أبريل بالتدريب في صيربيا و الولايات المتحدة و حضور عدة مؤتمرات في الدول الأجنبية

كما شارك في التدريب أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين مثل عبد الرحمن منصور أحد أدامن صفحة خالد سعيد و تولت أكاديمية  التغيير فرع قطر تدريب أعضاء الجماعة حيث أن أكاديمية التغيير مؤسسها بلندن وفرعها بقطر هو الدكتور هشام موسى زوج بنت القرضاوي مفتي الجماعة

فما هي نوعية التدريب و ما هو هذا العلم الذي تعلمته هذه الحركات ؟؟

اشتملت برامج التدريب على طرق التغيير السلمي و حرب اللاعنف و إسقاط أعمدة الدولة سلمياً من داخل الدولة بدون تدخل خارجي و كيفية القيام بثورة و حشد الجماهير لإسقاط النظام و أعمدته و كيفية العصيان المدني و الضغط على النظام حتى يتم شل النظام فيضعف و يسقط

هذه التدريبات وضعها جين شارب و هو مهندس تكنيكات حرب اللاعنف و الثورات الملونة حول العالم و نظرياته مستوحاة من المقاومة السلمية لغاندي و المسلمين ضد الاحتلال البريطاني للهند

هذا هو العلم الذي تعلمته هذه الحركات من الغرب و لكن .. ماذا بعد الإسقاط ؟؟ ماذا بعد الهدم ؟؟ ماذا بعد تغيير النظام ؟؟

في الواقع لم يضع جين شارب تكتيكات أخرى عن كيفية البناء أو عن طبيعة هذا البناء أو استراتيجية التقدم و الازدهار

لم تتدرب هذه الحركات على كيفية تطوير التعليم أو كيفية زراعة القمح و تحقيق الاكتفاء الذاتي أو كيفية تطوير التعليم و محو الأمية أو كيفية تعمير الصحراء أو كيفية تطوير الصناعة أو الزراعة أو الطب أو العلوم أو أو أو أو من العلوم التي تحقق حقاً التطور و الازدهار

لماذا لم يقدم شباب التغيير أي دراسات في الشهور الماضية عن كيفية تطوير التعليم ؟؟ لماذا لم يقدموا للحكومة نظرتهم للنهوض من الأزمة الاقتصادية ؟؟ لماذا لم يقدموا دراسات جدول عن صناعات جديدة ؟؟ لماذا لم يقدموا حلول للتخلص من القمامة ؟؟ لماذا لم يقدموا خطط للدعم الاقتصادي ؟؟ لماذا لم يقدموا طرق التغيير التي نريدها جميعاً ؟؟

لماذا لم يتعلموا في الخارج استراتيجيات البناء ؟؟ لماذا لم يذهبوا للصين للاستفادة من تقدمها التكنولوجي المهول ؟؟ لماذا لم يذهبوا إلى ماليزيا لمعرفة كيف حققوا التقدم و الازدهار ؟؟ لماذا لم يذهبوا إلى كوريا للاستفادة من تقدمهم العلمي و التكنولوجي ؟؟

إننا لا نمانع أبداً التعلم من الخارج و لا تبادل الخبرات و الثقافات من المسلم و غير المسلم و لا السفر للاستفادة من كل العلوم و الخبرات و لكن ينبغي في المقام الأول أن تكون هذه العلوم مفيدة و نافعة و تخدم الفرد و المجتمع

إنه ليس هناك عربى شريف يريد نهضة بلاده يختلف على أن العلم والعلماء هم إحدى السبل الهامه لتقدم الأوطان و أحد الأسس التى تعتمد عليها فى سبيل نهضتها .. ولكننا هنا نرفض أن يسخر العلم لخدمة مصالح الغرب والكيان الصهيونى و الشرق الأوسط الكبير .. فالعالم الذى نرجوه هو " يحيى المشد " الذى سخر علمه أولا فى خدمة " البرنامج النووى المصرى " فى الستينيات ثم فى خدمة وطن عربى شقيق وهو "العراق" .. وليس العالِم الذى يصبح علمه بلا وطن

لقد تعلموا كيفية الهدم و الإسقاط و لم يتعلموا كيفية التطوير و البناء و السؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد الهدم ؟؟ و من الذي سيحقق التقدم المنشود مع عدم وجود خبراء و لا دراسات ؟؟


إن مجرد صراخك بأنك تريد التغيير لا يكفي لإحداث التغيير فينبغي أن تعمل و أن تقدم و أن تتعلم و تستفيد من علوم مفيدة لتخدم بها وطنك و أهلك و بلادك و لكن إذا كنت لا تملك هذه العلوم و مع ذلك تريد التغيير !!! فكيف سيتم هذا التغيير و أنت ليس لديك ما تقدمه ؟؟ إنك لا تملك الخطط و لا القواعد و لا الدراسات و لا التكتيكات و لا العلوم و مع ذلك تريد التغيير ؟؟ فكيف سيتحقق ذلك ؟؟

نعم إن هناك مشاكل و سوء في الإدارات المختلفة و فشل في الإدراة التعليمية و في المرافق و الخدمات و هناك أزمات عديدة و تخلف في عديد من المجالات و لكن لا تكفي الشكوى للتغيير و إن كنت لا تملك أدوات التغيير إذاً فهذا المصير هو نتيجة تخلفك فأنت جزء من هذا التخلف و هذا الفشل حيث أنك لم تستطيع تقديم الحلول لهذا الفساد و الفشل .. جميعنا جزء من هذا الفشل و من هذا التخلف و من هذا الفساد جميعنا يتحمل جزء من الوزر و الخطيئة مادام ليس لدينا ما نقدمه

ينبغي بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين و البحث عن نقاط المشاكل و الأزمات البحث عن خطط و حلول لهذه المشاكل

إن مثل هذا العلم الذي يؤدي إلى هدم كل أعمدة الدولة هو مثل الزواج الذي اكتشف أحد طرفيه فشله بعد فترة من الوقت فبدلاً من محاولة الاصلاح و بناء أسس لإعادة العلاقة الطيبة و الوقوف على أسباب الفشل و محاولة تفاديها تم الطلاق فانهدم البيت بأسره و تشرد الأبناء و بعد الطلاق لا يوجد حلول لتفادي هذه المشاكل مرة أخرى مع زواج جديد و بهذا تستمر سلسلة من الفشل في كل زواج

 إن خطوات التقدم الصحيحة هي تحديد الأزمة و أبعادها و جوانبها و وضع تكتيكات لدراسة أسباب الفشل و طرق تفاديها و معالجتها ثم وضع الحلول و تقديم البديل للخروج من الأزمة و دراسات للتطوير مع وضع الحلول المنطقية التي تخضع لإمكانية التطبيق و ليس الهدم و العصيان المدني و قطع الطرق و المبيت في الميادين و الشوارع فيمكننا الاعتصام في الميدان مائة عام و لكن هذا لن يغير أي شئ مطلقاً إلا أنه سيسبب مزيد من الهدم و الإسقاط

اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع .. اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق