شنت السفيره الامريكيه بالقاهره هجوما عنيفا في سابقه هي الاولي من نوعها علي المذيعه معتزه مهابه نائب رئيس قناة النيل والاخباره وذلك بسبب تقرير اخباري يتهم امريكا بالتخطيط ضد مصر وبناءا عليه فقد خرجت السفاره الامريكيه عن التقاليد الدبلوماسيه ونسفت الأعراف السياسية وضربت بكل القواعد البروتوكولية عرض الحائط وتعاملت مع الإعلام المصرى على طريقة السيد والعبيد بل انها لم تمانع فى إرسال التهديدات المباشرة له فى حالة توجية انتقاد الى السياسات الأمريكية وتعاملها مع القضايا الحساسة فى مصر.
أرسلت السفيرة الأمريكية بالقاهرة «آن باترسون» خطاباً شديد اللهجة إلى قناة النيل للأخبار تعترض فيه على ما جاء فى مضمون برنامج «منتدى العرب» الذى تقدمة المذيعة معتزة مهابة نائب رئيس القناة وبالتحديد ما جاء فى الحلقة التى أذيعت يوم السبت 23 يونيو 2012 واستضافت فيها الدكتور عصام النظامى عضو المجلس الاستشارى والأستاذ بطب القصر العينى والدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتى جاءت تحت عنوان «رئيس مصر».
البرنامج ناقش فى الحلقة علاقة امريكا بالرئيس الجديد وتطورات السياسة الأمريكية تجاه مصر ونظرتها للثورة المصرية ونوايا واشنطن تجاه الرئيس الجديد
ووجه «النظامى» و«الزنط» ضيفا البرنامج اتهامات الى الإدارة الأمريكية بأنها تدير مؤامرة تجاه مصر وقالا إن هناك 22 سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الأمريكية ساهمت فى قتل المتظاهرين فى ميدان التحرير بالإضافة إلى وجود قناصة على سطح الجامعة الأمريكية لإطلاق النار على الثوار.
وجاء نص خطاب السفيرة الأمريكية آن باترسون موجه إلى محرر قناة النيل للأخبار وفى أعلى الخطاب كلمة القاهرة فى 27 يونيو 2012 ونصه كالتالى:
طوال العام الذى قضيته فى مصر ازداد قلقى بشأن التقارير الإعلامية المغلوطة التى تصدر عمدا عن الولايات المتحدة وسياساتها. نحن نقبل نقد سياساتنا عندما يتم نقل هذه السياسات بدقة ولكن التلفيق والتصريحات المثيرة يجب ألا يكون لهما مكان فى الصحافة المسئولة.
.. ويضيف الخطاب: أخبرنى موظفو السفارة أنه فى يوم السبت الموافق 23 يونيو بثت قناة النيل للأخبار برنامجا حواريا تحت عنوان «رئيس مصر» وقد كرر كلا الضيفين ومذيعة البرنامج ادعاءات كاذبة وتوقعات لا أساس لها من الصحة حول نوايا الولايات المتحدة تجاه مصر.
وقد روج ضيفا الحلقة الدكتور سعد عطوة الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والأخلاق الإعلامية والدكتور عصام النظامى عضو مجلس الشورى عدة نظريات للمؤامرة نرفضها بشدة لأنها لا أساس لها من الصحة حيث يبدو أن هدفها تشويه صورة الولايات المتحدة من أجل تضليل الرأى العام المصرى وبالإضافة إلى ذلك لم تلتزم مقدمة البرنامج بالأخلاقيات المهنية حيث أصرت على الضغط على ضيفيها بأسئلة مضللة زاعمة أن الولايات المتحدة تضمر نوايا خبيثة لمصر.
وواصلت باترسون: ركز البرنامج على ادعاء سخيف بأن الولايات المتحدة تدبر مؤامرة لتدمير مصر. إن هذا هراء واضح. الولايات المتحدة هى الشريك الاستراتيجى لمصر. وقد ساهمت الولايات المتحدة بسخاء على مر السنين من أجل التنمية الاقتصادية فى مصر ومنذ ثورة 25 يناير 2011 دعمت مصر فى طريقها نحو الديمقراطية والازدهار واتهم أحد الضيفين السفارة الأمريكية بالقاهرة باستخدام 22 سيارة دبلوماسية سرقت من موقف سيارات السفارة فى ليلة 28 يناير 2011 لقتل المتظاهرين فى ميدان التحرير بالإضافة إلى وضع القناصة على سطح الجامعة الأمريكية لإطلاق النار على المتظاهرين وهذا عار تماما من الصحة وقد استنكرت السفارة الأمريكية والجامعة الأمريكية هذه الادعاءات السخيفة مراراً.
كما زعم البرنامج- والحديث مازال للسفيرة الأمريكية- أن الولايات المتحدة تساعد تنظيم القاعدة على التواجد فى سيناء وتسهل تهريب الأسلحة من ليبيا إلى مصر هذه فكرة سخيفة ويمكن دحضها بسهولة فنحن لدينا التزام طويل الأجل بالأمن فى شبه جزيرة سيناء بما فى ذلك نشر 41 ألفاً و37 جندياً أمريكياً ضمن القوات متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين منذ بدء تلك القوات بالإضافة إلى ذلك لدينا تعاون مستمر مع القوات المسلحة المصرية للمساعدة فى تعزيز أمن مصر.
وقالت باترسون: الولايات المتحدة لديها التزام طويل الأمد للأمن والازدهار فى مصر بواسطة ما يزيد على 14 مليار دولار من الاستثمارات الأمريكية المتراكمة فى هذا البلد فضلا عن الدعم الكبير لديمقراطيتها الوليدة ولا يسعنى إلا أن استنتج أن قناة النيل للأخبار تتعمد الإضرار بالعلاقات المصرية الأمريكية من خلال بث مثل هذا الحوار المضلل الذى يفتقد المعلومات الصحيحة.. إلى هنا انتهى خطاب السفيرة الأمريكية بالقاهرة والذى هو خرق صريح للقواعد الدبلوماسية فحتى لو كانت القناة قد وجهت اتهامات ومن حق السفارة أن ترد فليس أمامها سوى وزارة الخارجية فهى الجهة الوحيدة التى تتعامل معها السفارة وليس من حقها أن توجه خطاباً فيه إهانات للإعلام المصرى مباشرة فهى ممثلة لدولة أخرى وليست جزءاً من مؤسسات الدولة المصرية حتى توجه خطاب بشكل مباشر
.
السفيرة الأمريكية لم تراع أيضا أنه ليس من حقها أن تصادر على رأى أحد لمجرد أنه يخالف التوجه العام لها فليس مطلوبا من كل السياسيين الحج إلى البيت الأبيض لطلب الرضا ولكن من حق أى سياسى فى مصر أن يقول ما يشاء خاصة إذا كان يملك معلومات وينشرها على الرأى العام وليس على السفارة إذا كانت تحترم الدولة التى تقع على أرضها أن توجه إهانات أو اتهامات لأحد ولها فقط حق الرد بالطرق الدبلوماسية اللهم إذا كانت السفيرة ترى فى نفسها أنها دولة فوق الدولة.
معتزة مهابة– مذيعة برنامج منتدى العرب– ردت على إهانات السفيرة الأمريكية لها قائلة إن الطريقة التى أرسلت بها السفيرة الأمريكية الخطاب فى مصر عليها علامات استفهام كثيرة، فالمفترض أن توجه الرد إلى وزارة الخارجية ومنه إلى وزير الإعلام صاحب الحق الوحيد فى محاسبتى على ما أقوله فى البرنامج وأضافت لأول مرة أرى سفيرة دولة تخاطب القناة مباشرة وكأننا نعمل عند السفيرة الأمريكية؟!
وأكدت أن ما أذيع فى حلقة السبت 23 يونيه كان عبارة عن تحليلات ومعلومات ذكرها ضيفا الحلقة وصحيح أن السفارة تملك حق الرد ولكن بالطريقة الدبلوماسية المعروفة وليس بالطريقة التى حدثت وكأن السفارة تريد فرد عضلاتها علينا.
وقالت إن إدارة قناة النيل للأخبار لم تتخذ موقفاً حتى الآن وتعاملت مع الخطاب كأنه لم يرد إليها على اعتبار أنه جاء إليها بطريقة غير دبلوماسية وتنتظر إدارة القناة أن يأتى إليها الخطاب بالطريقة المعروفة حتى ترد عليه.
وأشارت إلى أن السفيرة اعتبرت كل ما أذيع فى الحلقة عبارة عن ادعاءات كما ذكرت وهذا غير حقيقى لأن كل ما تداول من معلومات كانت بناء على دراسات ومعلومات.
وأكدت أن السفيرة ذكرت أن أمريكا نشرت 41 ألفاً و73 جندياً فى سيناء وهذا الرقم هو تجميع لكل القوات على مدار 30 عاما والسفيرة تعمدت أن تقول الرقم بدون إشارة إلى أنه طيلة الـ 30 عاما لأنها تريد الإيحاء بطريقة معينة.
وأكد الدكتور سعد الزنط– أحد ضيفى البرنامج – أن السفيرة الأمريكية تقول إنها تقبل النقد شرط نقل السياسات بدقة وهي بذلك تصادر بالنقل الذى تريده على حرية التحليل والربط من خلال السياسات المعلنة والممارسات على أرض الواقع.
وقال إن ما ذكر فى البرنامج عليه أدلة بالفعل وليست تلفيقات أو تصريحات مثيرة أو ادعاءات كاذبة فما قيل هو رؤية استراتيجية تم بناؤها من خلال خبرة الماضى وواقع ملموس وليس من حق السفيرة أن تتحدث عن إعلامنا الوطنى كما أن سجل أمريكا نفسه لا يعرف سوى مؤامراتها واستغلال حاجة الشعوب خاصة العرب والإسلام وسبق أن تآمرت على الكتلة الشرقية وإزاحتها ولسنا فى حاجة إلى الترويج لنظرية المؤامرة.
ويضيف الزنط: كما أن السفيرة قالت إن المذيعة لم تراع أخلاقيات المهنة فما هى تلك الأخلاقيات عندما يرتبط الحوار بمستقبل وطن يتم العبث فيه فهل تريد السفيرة أن تتحدث المذيعة بحيادية فى أمر يرتبط بكرامة بلدها.
وقال إن الاتهام الذى وجه للسفارة باستخدام 22 سيارة فى قتل المتظاهرين صحيح وأن ادعاء السفيرة أنها سرقت غير حقيقى خاصة أنه من الصعب أن تخرج سيارة من داخل السفارة ومن الأبواب الفولاذية والأسوار الخرسانية ثم تتخطى الحواجز والكمائن فضلا عن خطة التأمين خاصة أن تلك السفارة تحديدا تجمع كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية فى أمريكا لحمايتها.
وأشار إلى أن نفى السفيرة وجود قناصة أعلى مبنى الجامعة الأمريكية يحتاج إلى البحث عن إجابات وتفسير عن وجود فوارغ طلقات لا يستخدمها الأمن المصرى وهل يمكن أن يصعد أى مواطن لأسطح الجامعة أو دخول أبوابها بدون موافقة مسبقة.
وقال إن حديث السفيرة عن وجود 41 ألفاً و73 جندياً أمريكياً فى شبه جزيرة سيناء هو رقم خطير ويحتاج إلى توضيح واعتقد أنها سقطة مقصودة من السفيرة وكأنها تبلغنا بلغة دبلوماسية عن أن هناك امكانية لاحتلال سيناء.
وقال إن من يتعمد الإضرار بالعلاقات المصرية الأمريكية ليست قناة النيل للأخبار - كما زعمت السفيرة - ولكنها- آن باترسون- نفسها التى تناست البروتوكولات وأرسلت رسالة مباشرة إلى محرر قناة النيل للأخبار دون أن تضع لكرامة الدولة حداً وقامت بكتابة خطاب إليه فيه عبارات انطوت على مزيد من الانتباه والتوبيخ والتهديد والمعايرة والمساس بالكرامة الوطنية فى حق دولة وإعلام ورموز وطنية.
وقال الدكتور عصام النظامى عضو مجلس الشعب– وعضو المجلس الاستشارى وضيف الحلقة– إن الخطاب الذى أرسلته السفارة الأمريكية إلى قناة النيل للأخبار يعد تدخلاً سافراً فى حرية التعبير خاصة أن ما قلته من معلومات تداول فى الفضائيات وتوجد تسجيلات مؤكدة عليه.
وأشار النظامى إلى أن القضية الأخطر التى تريد السفارة أن تضللنا هى أنها قالت إن الـ 22 سيارة التى أطلقت النار على المتظاهرين تم سرقتها وهذا غير حقيقى خاصة أن أحد شهود العيان أكد لى أن تلك السيارات خرجت كلها فى وقت واحد من باب الجراج الخاص بالسفارة يوم 28 يناير ومن المستحيل أن يتم سرقة السيارات فى وقت واحد خاصة مع الإجراءات الأمنية المعقدة والكاميرات المنتشرة على أبوابها.
وأضاف: يمكن مراجعة كاميرات السفارة الأمريكية والأفلام الخاصة بها حتى يتم الكشف عن الحقائق فنحن أمام واقعة تحتاج إلى توضيح ولا يمكن تصديق أن تلك السيارات تم سرقتها فى وقت واحد وأشار إلى أن أمريكا تعتقد أنها تدخلت فى الثورة وتلوح بأنها كانت أحد الداعمين لها وهذا غير حقيقى بالمرة.
وقال إن السفارة تخطت الأعراف الدبلوماسية واستخدمت ألفاظاً خارجة وكلمات قاسية وتجاوزت ويجب أن تعتذر خاصة أن المعونة والمساعدات التى لوحت بها السفيرة فى خطابها لسنا فى حاجة لها على الإطلاق كما أن نشر الجنود فى سيناء ليس تفضلاً منها ولكنها مصالح مشتركة بين البلدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق