الجمعة، 1 نوفمبر 2013

قصة اعتراض سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب بعد تقسيمه الثياب عليهم - والرد عليها للشيخ ربيع بن هادي المدخلي

قصة مكذوبة نسبت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وسلمان رضي الله عنهما
وهي:
قال العتبي: بعث الى عمر بحلل فقسمها، فأصاب كل رجل ثوبا ، فصعد المنبر وعليه حلة والحلة ثوبان، فقال:
أيها الناس ألا تسمعون
فقال سلمان: لا نسمع.
قال: لم يا أبا عبد الله؟
قال: لأنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك حلة.
قال: لا تعجل يا ابا عبد الله.
ثم نادى: ياعبد الله فلم يجبه احد فقال: يا عبد الله بن عمر.
قال: لبيك يا أمير المؤمنين.
قال: نشدتك بالله الثوب الذي اتزرت به هو ثوبك؟
قال: اللهم نعم.
فقال سلمان رضي الله عنه: اما الآن فقل نسمع

والرد على بطلان هذه القصة:
1- ان هذه القصة ليس لها إسناد فقد رويت بدون إسناد حيث انها رويت من العتبي الى عمر وسلمان رضي الله عنهما وبينه وبينهما مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل.

2- ان العتبي مجهول لم يعرف اسمه ولا نسبه.

3- الواجب تنزيه عمر وسلمان وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا المنهج الفوضوي الذي يخالف المنهج القرآني والنبوي في وجوب طاعة ولي الأمر مادموا يصلون فكيف بعمر بن الخطاب الذي ملأ الأرض عدلا.

4- ان هذه القصة المزيفة تصور الصحابة في صورة لا يقوم عليها دين ولا دولة بمجرد أن يرى أحد من الصحابة أمير المؤمنين ثوبا يحتاجه يقول لا سمع لك ولاطاعه ويقع الخليفة في قفص الاتهام لا يخرجه منه إلا شاهد أنه قد تبرع بهذا الثوب، فكيف تكون النتيجة لو كان عبد الله بن عمر غائبا في غزوة او غيرها ؟؟

5- ان هذه القصة تخالف مذهب عمر والصحابة في التفضيل في العطاء فيعطى بعضهم خمسة آلاف وبعضهم أربعة آلاف وبعضهم خمسمائة على أساس الرجل وبلائه في الاسلام والرجل وقدمه في الاسلام والرجل وحاجته في الإسلام...
فبلاء عمر في الإسلام وقدمه وحاجته ومكانته كل ذلك لم يشفع لعمر في ثوب يحتاجه لا عند سلمان ولا عند غيره من الصحابه ونسوا كلهم الأحاديث الآمرة بالطاعه للأمير مادام في دائرة الاسلام ونسوا ما اتفقوا عليه من جواز التفضيل مراعاة لمنازل الرجال...

6- كيف يفرح مسلم بهذا المبدأ الثوري الخطير الذي لا تعيش عليه أمة ولا يقوم عليه دين بناء على هذه القصة الباطلة لعلها من صياغة أعداء الاسلام لتدمير الاسلام والمسلمين...


منقول من كتاب عون الباري ببيان ما تضمنه شرح السنة للإمام البربهاري للشيخ ربيع بن هادي المدخلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق