الشيخ والراقصة
مَثَلُ حزب النور كمثلِ شيخٍ أتاه الشيطان فوسوس إليه أن يأتي جارته الراقصة ،
والتي يعرفها من قديم ، وقد مات عنها مؤخراً حارسها "البودي جارد" ،
وسوس إليه أن ينتهز الفرصة ،
وسوس إليه أن يقترب منها فيدعوها إلى التوبة ،
أن يُتوِّب الراقصة ، وبصلاحها سيكُف عن الناس ذنوباً كثيرة ،
هكذا صور إليه الشيطان ،
وسوس إليه أن يذهب إلى بيتها ويُكلِّمُها ،
ولكن !!!!!
فكر الشيخ قائلاً : ولكنني لا يجوز أن أختلي بالمرأة ، وقد حذر من ذلك الرسول ،
فوسوس إليه الشيطان قائلاً له : يا رجل إن المصلحة من وراء توبتها ستكون أكبر بكثير من هذا الذنب الصغير ، وأنت تعلم قاعدة المصالح والمفاسد ،
فتمتم الشيخ قائلاً : نعم أعرفها : "قاعدة المصالح والمفاسد" والتي تقول : "درء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح"
وهنا فزع الشيطان خائفاً أن يُضيَّع عليه حيلته قائلاً له : لا .. لا ليست هذه ، بل أعني القاعدة الأخرى التي تحفظها أيها الشيخ الجليل : وهي "موازنة الحسنات والسيئات، والمصالح والمفاسد"
فأجابه الشيخ مسرعاً بالطبع أحفظها (1) ،
ولكن !!!!
ولكن ماذا ؟؟؟؟؟ قالها الشيطان متسائلاً
فأجابه الشيخ : ألا يوجد من يقوم بهذا الواجب عني ويكون من محارمها ، فيكفيني الوقوع في هذه الفتنة ؟
فقال الشيطان : كما تعلم فأنت الوحيد الذي بقيت على عقيدة أهل السنة ، وكل الشيوخ الآخرين إما على ضلال أو تابعين للسلطان ، فلا يُرجى منهم الدعوة إلى الله تعالى أو الحفاظ على دين المسلمين .
فتمتم الشيخ قائلاً : بالفعل ، لم يعد إلا أنا (2) .
فأجابه الشيطان : هيا إذا ، ولا تضيع وقتك فإن خير البر عاجله (وهنا ضحك الشيطان في نفسه ضحكة يملؤها الخبث والغرور)
فجمع الشيخ همته وخرج متوجهاً إلى جارته الراقصة ،
وهو هو الذي كان يحذر منها قديماً ويفتي الناس باجتنابها (3) ،
ذهب ليُتوِّب الراقصة بمفرده ، هكذا ظن الشيخ ،
ظن .... أنه سيكون معها وحده ،
ولم يحذر من أنه سيكون هناك ثالثاً لهما
وهذا الثالث هو الشيطان الذي لن يدعه حتى يوقعه رويداً رويداً في المعصية وارتكاب الفاحشة ،
تُرى هل سيصل الحال بالشيخ إلى :
· أن يفيق من غفلته ، ويستغفر الله عما بدر منه ،
· أم أنه سيستمر في ضلاله حتى يفجأه "البودي جارد" الجديد الذي وظفته الراقصة ، وخفي عليه أمره ، وساعتها سيأخذ منه الطريحة المتينة والتي ستكون له منحة إلهية في صورة المحنة ، في باطنها الرحمة وفي ظاهرها العذاب ،
· أم أنه سيستمر في غفلته حتى يسقط فيما أوقعه فيه شيطانه من الفاحشة ،
وساعتها ،
يعود شيطانه إلى إبليس بالبشرى
تلك البشرى الكبرى
>>>>>>>>> لقد توَّبتِ الراقصةُ الشيخ ،
>>>>>>>>> لقد توَّبتِ الراقصةُ الشيخ .
-----------------------------------
(1) مضمون إجابة فتوى من موقع صوت السلف بإشراف الشيخ : ياسر برهامي ، ومما جاء في السؤال :
تعلمت منكم أن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو مبدأ يخالف الإسلام، وأنه لا بد للوصول للغاية التي نرجوها بوسيلة مشروعة لا تخالف الشرع والعقيدة. فهل هذا يعتبر رضا بالديمقراطية وقبول لها؟
(2) مضمون إجابة فتوى ثانية من موقع صوت السلف أيضاً ، ومما جاء في السؤال :
موافقة الحزب على ترشيح المرأة تحت الحزب، والحزب مرجعيته إسلامية أو بالأحرى سلفية المنهج؛ ألا يتعارض هذا مع حرمة تولية المرأة للولايات العامة؟
(3) مقال للشيخ : ياسر بُرهامي بمجلة صوت الدعوة بعنوان "السلفيَّة ومناهج التغيير" ، وجاء فيه :
"موقف الدعوة: ترى الدعوة عدم المشاركة في هذه المجالس المسماة بالتشريعية سواء بالترشيح أو الانتخاب أو المساعدة لأي من الاتجاهات المشاركة فيها وذلك لغلبة الظن بحصول مفاسد أكبر بناء على الممارسات السابقة ........"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق