الأربعاء، 30 مايو 2012

محاولة لفهم ما حدث ولعبة الديمقراطية القذرة والسر وراء فوز محمد مرسي وأحمد شفيق

مقال أعجبني للكاتب في محاولة لاختراق لعبة الديمقراطية القذرة ، وفهم نتيجة ما حدث في انتخابات الرئاسة المصرية 
محاولة لفهم ما حدث


بقلم صفوت قابل
الأهرام : 29 مايو 2012
انتهت الجولة الأولى من انتخاب رئيس الجمهورية بنتيجة أصابت الكثيرين بالدهشة والإحباط حيث أصبحت جولة الإعادة من نصيب مرشح الإخوان المسلمين وواحد ممن عملوا مع النظام السابق، ويمكن رصد مجموعة من العوامل.

1 - أوهام المرشحين، اتسمت هذه الانتخابات بعدم معرفة الأحجام الحقيقية لكل مرشح فى الشارع، مما أدى إلى تضخيم العديد من المرشحين لقوة كل منهم وقدرته فى حصد الأصوات وبالتالى فشلت محاولات التوافق على مرشح من قوى الثورة بل بدأ كل فريق يهاجم الآخر مما أعطى الفرصة لمرشح الفلول،حيث هاجم حمدين صباحى المرشحين الذين يريدونها دينية وحاول أبوالفتوح بناء تجمع يضم التيارات المتعارضة مما جعله يخسر العديد من القوى التى أيدته فى البداية.
2ـ - قوة التنظيمات، مع كل انتخابات تتضح حقيقة أن الفوز سيكون لمن وراءه تنظيم يدعمه وبالتالي فإن المرشح المستقل الذى يعتمد على شخصه وبرنامجه تقل فرص فوزه، وهو ما اتضح فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة حيث فاز بها المرشح الإخوانى الذى اعتمد على قوة تنظيم الاخوان الذى أدار المعركة لصالح تنظيم الإخوان أساسا وليس لصالح محمد مرسى كشخص، ورغم كل النكات التى أطلقها البعض على المرشح الاستبن وان الإخوان قد خسروا الشعبية نتيجة محاولات التكويش على كل الأجهزة فلقد أثبتت الانتخابات مدى قدرة التنظيم على تخطى كل هذه المواقف السلبية ليس لأنها خاطئة ولكن لقدرتهم على الحشد التنظيمى، وهو نفس الأمر مع مرشح النظام السابق حيث تكتلت القوة التنظيمية للحزب الوطنى المنحل وأجهزة أمن الدولة السرية بكل مسمياتها وراء تجميع الأصوات لمرشح الفلول،فمن تابع تصريحات هذا المرشح ومؤتمراته التى تعرض فيها لسيل من صور الرفض المختلفة وصلت إلى القذف بالأحذية لم يكن يتصور قدرته على حصد حوالى 22% من أصوات الناخبين ولكنها ليست قدرته بل قدرة التنظيم الذى وقف خلفه يجمع له الأصوات التى أوهمها بقدرته على تحقيق الأمن الذى كانوا سببا فى ضياعه.
3- الانقسام الطائفى والسياسى، من أهم الأسباب التى أدت إلى هذه النتيجة: ما نجح البعض فى ترويجه بأن الاختيار بين مرشحى الدولة الدينية والدولة المدنية مما أدى إلى تكتل الأقباط فى أغلبهم وراء مرشح الفلول وعلى الطرف الآخر تكتل المتشددين وراء مرشح الاخوان الذى يعتقدون أنه سيطبق الشريعة، وبالتالى يزداد تكريس الانقسام الطائفى فى المجتمع، وفى اعتقادى أن كلا المرشحين ينطلقان من معسكر واحد هو المعسكر الرأسمالى الذى لن يستطيع القضاء على الفقر الذى يرزح تحت وطأته حوالى نصف المجتمع، وبالتالى كان لابد ان يكون الاختيار على أساس سياسى واقتصادى وليس دينيا كما نجح البعض فى فرضه على الجميع وبالتالى كانت هذه النتيجة فمصر تعانى من مشكلات اقتصادية لها الأولوية فى المواجهة وليست الأولوية لنوعية الملابس وهل تفرض الحدود فى دولة الجوع يعصف بأغلبيتها. وعلى المنوال نفسه هناك الانقسام بين القوى السياسية فهناك من يرفض سيطرة الاخوان على مفاصل الدولة حتى وإن أدى ذلك إلى تأييد رمز من رموز النظام السابق مما أدى إلى هذه النتيجة العبثية حيث جاءت الانتخابات بواحد من رموز النظام الذى ثار عليه المصريون من شهور.
4- مناخ الإحباط، جاءت الانتخابات ومناخ الإحباط يسيطر على الأجواء فالمواطن العادى الذى يتحدد موقفه بين نقيضين إما أبيض أو أسود أو بمعنى آخر الرفض أو التأييد لموقف ما دون محاولة تحليل الآراء المختلفة هذا المواطن يعانى من إحباط نتيجة المشكلات التى تتراكم عليه من فقدان للأمن وقراءته عن حوادث السطو المسلح والخطف والسرقات وفى الوقت نفسه هناك الفوضى فى كل مجال فلم يعد احد يحترم القانون وهناك النقص فى السلع الأساسية وغلاء الأسعار ولا يجد حكومة تتصدى لذلك ويرى الأحزاب تتعارك على حصتها من تركة النظام السابق،لذلك أصبح هذا المواطن مهيأ لأن يسير وراء من يقول له أعطى صوتك لمن سيجلب الأمن والقانون ولم يفكر فى مدى صحة هذا القول بينما من سموا أنفسهم بشباب الثورة تفرغوا للظهور فى الفضائيات ليهددوا بتنظيم المليونيات إذا حدث غير ما يريدون وهم لا يدركون أن الشعب قد نسيهم.
5- الظاهر والخفى فى الانتخابات، الكل يشيد بنزاهة الانتخابات وعدم تسويد البطاقات وهذا بالطبع هو الظاهر من الصورة، ولكن هناك الجانب الخفى الذى لا نعرفه وهو التربيطات لانتخاب مرشح معين والتأثير على إرادة الناخب بتخويفه من اتجاه معين وحشد أصوات غير المبالين لانتخاب من يريدون، فعلينا أن ندرك أن الديمقراطية ليست مجرد صوت انتخابى بل هى فى الأساس وعى واهتمام،فماذا تفعل حرية التصويت لمواطن غير مبالى ولديه استعداد للتنازل عن حقه الديمقراطى لمن يعطيه شيئا من احتياجاته المعيشية. وأخيرا هل نفهم ما حدث لكى نحاول تدارك الخطايا التى قادنا إليها من يتصدرون المشهد السياسى أم أننا مكتوب علينا أن تقودنا خلافاتنا إلى الارتماء تحت أقدام من يمتصون دماءنا؟.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق