الاثنين، 14 مايو 2012

سويلم : إسرائيل كانت تستعـد لإعادة احتلال سيناء عقب سقوط وزارة الدفاع





كشف الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم عن كثير من أسرار وخبايا ما حدث فى العباسية الجمعة قبل الماضية، والتى أكد سويلم فى حديثه لأكتوبر أن مدبريها – فى الداخل والخارج – أطلقوا عليها «معركة النهاية»، وأن المخطط كان يتجاوز بكثير التظاهر السلمى إلى مهاجمة وزارة الدفاع ومحاولة الاستيلاء عليها من خلال عناصر جهادية قادمة من الخارج بالتعاون مع جهات داخلية ترفع شعارات دينية وثورية، مشدداً على أن هذا كله كان مجرد ساعة الصفر لإسقاط الجيش المصرى والدولة كلها واحتلال ماسبيرو وإعلان قيام ما يسمى بـ «الدولة الثورية الجهادية الاسلامية»، وأن المخطط كان يمتد لقيام إسرائيل فى نفس اليوم باجتياح شمال سيناء، مشدداً على أن الأداء المبهر للجيش المصرى والتفاف الشعب حوله هو ما أوقف هذا المخطط وقلب الطاولة على جميع الأعداء فى الداخل والخارج.

* فى البداية ما هى رؤيتك لأحداث العباسية من حيث المخطط أطرافه وأهدافه؟
 ** أنا أريد أن أقول إن أحداث الجمعة 4/5 ينطبق عليها قول المولى عز وجل «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، فهذه الأحداث أسقطت وكشفت الأقنعة تماماً، بعد أن شاهد المصريون والعالم أجمع رؤى العين وعلى شاشات التليفزيون، لحظة بلحظة، كيف اعتدى أعداء مصر فى الداخل من مدعى الثورية ومن المتاجرين بالدين على الجيش المصرى بهدف كسره باعتباره الكيان الوحيد الباقى المتماسك من كيانات الدولة المصرية، أو على حد قول البعض «العمود الباقى الذى يحمل الخيمة المصرية» فكل الاعمدة انكسرت، وبالطبع بكسر الجيش وسقوطه – لا قدر الله – تسقط الدولة المصرية فى أيدى أعدائها فى الداخل وبما يؤدى فى تحكم أعدائها فى الخارج فى مقدراتها.

 لقد شهد العالم كله كيف مارست قوات الجيش أقصى درجات ضبط النفس فى التعامل مع كل الهجمات التى وجهت إليها فى الأحداث الأخيرة سواء الضرب بالحجارة أو زجاجات المولوتوف، فضلاً عن نزع أسوار محطتى مترو غمرة والدمرداش وتقطيعها واستخدامها فى ضرب عناصر الجيش، بالاضافة للشتائم البذيئة، كما شهد العالم كله كيف تحلى المجلس العسكرى كعادته منذ تولى السلطة قبل 15 شهرا بأقصى درجات ضبط النفس بالنسبة لكل الاتهامات الباطلة والتكذيب والتجريح التى وجهت إليه من قبل الجميع، وهذا للأسف من قبل من يسمون أنفسهم بالنخبة السياسية والثقافية والإعلاميين الذين هم على حد تعبير أستاذ الاجتماع المصرى السيد ياسين، والكاتب الصحفى المعروف محمد السعدنى، قد ثبت أنهم مارسوا الانتهازية والتملق والنفاق بالنسبة للثوار والتيار الإسلامى طوال الفترة الماضية ليحجزوا لأنفسهم أماكن فى أى من السفينتين وهذا على حساب مصر ومصالحها، للأسف فقد تاجر فريق من النخبة الثقافية والإعلامية بشعارات الثورة وشهدائها ومصابيها وزايدوا على الجميع حتى ولو أدى ذلك لحرق الوطن، فهل يعقل أن يحدث كل ما حدث ويسقط شهداء ومصابون لمجرد استبعاد شخص هو حازم صلاح أبو إسماعيل من انتخابات الرئاسة لعدم انطباق الشروط عليه؟!
 كل هذا كان يساعد على اقتراب لحظة الانفجار التى دبرها رءوس المؤامرة لنشاهد ما حدث يوم الجمعة بأمل أن يقتحم المتظاهرون وزارة الدفاع ومع الاعلان عن ذلك يعلن اسقاط الدولة المصرية واستيلاء هؤلاء بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم على حكم مصر وبعد ذلك يتصارعون مع بعضهم البعض على حساب الدولة المصرية، فلم تكن القضية هى المادة 28 التى هى لتحصين انتخابات الرئاسة، وهى واردة فى الإعلان الدستورى الذى تم الاستفتاء عليه ووافق عليه الكل، ولا القضية فى المادة 60 الخاصة بتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التى تركت لمجلس الشعب على ان يختارها من غير أعضائه وهذا هو حكم المحكمة الإدارية الذى يجب أن يحترم ولكن الإخوان كعادتهم لا يحترمون أى شىء، ولا القضية فى لجنة انتخابات الرئاسة التى تضم أكبر القمم فى القضاء المصرى رئيس المحكمة الدستورية العليا، ونائب رئيس محكمة النقض، ونائب رئيس مجلس الدولة، ورئيس المحكمة الإدارية العليا، فمن يريد ان يتظلم لأعلى من هذا المستوى؟ وليست القضية تسليم السلطة للمدنيين لان المجلس العسكرى أكد أكثر من مليون مرة انه سيسلم السلطة فى 30 يونيو، وعندما سأل السيناتور الأمريكى كيرى متى سيتم تسليم السلطة أجاب المشير: «أمس»، أى أنه جاهز لتسليم السلطة قبل 30/6  ، وهو نفس الكلام الذى أكده الفريق عنان من أنه فى حالة عدم وجود جولة إعادة فى انتخابات الرئاسة سيتم تسليم السلطة فى 24 مايو الحالى فلماذا المزايدات؟!

أبعاد المخطط

 أما عن أبعاد المخطط فكما قلت لم تكن الشعارات المرفوعة هى أسباب محاولتهم اقتحام وزارة الدفاع، ولكن كانت هناك خطة لإسقاط الجيش وإسقاط مصر على النحو التالى: أولا تم تشكيل تحالف شيطانى مؤقت من جميع التيارات والأحزاب المعادية لمصر وجيشها والمجلس العسكرى، ضم هذا التحالف سلفيين وإخوان وجماعة أبو إسماعيل و6 أبريل واشتراكيين ثوريين، والحرس الثورى المصرى، وتيارات يسارية وشيعية، وتم تشكيل وتوزيع الأموال على مقاولى جمع الانفار بمعدل 50 جنيها للفرد و1000 جنيه لمن يجمع 10 افراد، و2000 لمن يجمع 20 فردا، حامل الآلى بيأخذ ثلاثة آلاف جنيه والخرطوش ألفين، وعرضت أموال على أصحاب المحلات التجارية فى العباسية لإغلاق محلاتهم وضمان سكوتهم، وكذلك بلطجية الوايلى والعباسية ومنشية الصدر لضمان عدم تدخلهم، البعض قبل والآخر رفض، ثانياً تم حشد السلاح والحجارة والمولوتوف والعظم والنبل والحديد الصغير وكانت تتحرك هذه الأسلحة فى سيارات مثل عربات السوبر ماركت للمرور بين المتظاهرين لتوزيعها عليهم كما تم تزويدهم بالأقنعة الواقية، وتم كشف مخزن سلاح وذخيرة فى بدروم مسجد النور، وهناك مكان للتدريب على هذه الأسلحة أسفل المسجد، وأثبتت التحقيقات الأولية أنه تم تدريب مجموعات من المتظاهرين خارج وداخل مصر على استخدام هذه الأسلحة وعلى كيفية حشد الأفراد وكيفية تحريكهم من الميادين المختلفة إلى العباسية وتشتيت جهود الجيش، وإشغال رجال الأمن والشرطة والجيش فى عدة اتجاهات، بحيث يتم إبعادهم عن الغرض الرئيسى وهو اقتحام وزارة الدفاع، ثالثاً ثبت وجود وجوه جديدة تماماً فى مظاهرات الجمعة لم تكن موجودة من قبل فى المظاهرات والاعتصامات التى جرت فى التحرير، أحد رجال الشرطة العسكرية قال لى إنه عايش كل الاعتصامات التى كانت موجودة فى التحرير، ولكن الوجوه التى رآها يوم الجمعة كانت مختلفة تماماً عما شاهده فى التحرير، أغلبهم شباب جهاديون ليسوا سلفيين ولا إخوان، وهم مدربون فى غزة أو قادمون من ليبيا ينتمون لتيار جهاد تكفيرى قدموا لمصر مؤخراً وتواجدوا فى مسجد النور، منهم محمد الظواهرى الذى شاهده الكثيرون وهو يقود مجموعات من الملثمين فى موقع الأحداث يومى الأربعاء والخميس قبل الأحداث فماذا كان يفعل؟، والأهم من كان يقدم المأكولات والمشروبات للمعتصمين؟ وللأسف بعض مرشحى الرئاسة ذهبوا لموقع الاعتصام لمنافقة من اعتدوا على سيادة الوطن ورمزه العسكرى، لأن هدفهم كما نعلم هو البحث عن الأصوات، ولم يطالبوا بفض الاعتصام أو حتى تحذير المعتصمين من دعوات مهاجمة وزارة الدفاع، تم تشكيل مجموعات ثورية من كل هؤلاء المدربين على تلافى أى ضربات، والوقاية من ضربات الجيش خاصة الغاز المسيل للدموع، وشربوا الخل للوقاية من هذا وتدربوا على كيفية التقاط قذائف الدخان أو الغاز وإعادتها مرة ثانية، ومن بين 8 آلاف كانوا متواجدين كان يوجد منهم 7 آلاف مدربين، وحاول عدد من علماء الأزهر وضباط الشرطة العسكرية مناقشة هؤلاء الجهاديين الجدد فى أفكارهم بمسجد النور وأن هذه الأفكار ستسبب فتنة وتؤدى لاقتتال المسلمين بعضهم مع بعض، فى حين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» فرفضوا المناقشة واتهموا علماء الأزهر ورجال الشرطة العسكرية بالكفر، وهذا طبعاً مبدأ سيد قطب الذى يكفر المجتمعات الإسلامية بدعوى عدم تطبيق الشريعة حتى ولو قاموا بالصلاة والزكاة والصيام وأدوا الحج، كلنا مكفرون لأننا لسنا تبع الإخوان ولأن الحاكم لا يطبق الشريعة، ينفون الولاء والانتماء لمصر فهى فى زعمهم أرض كفر يجب الهجرة منها إلى حيث الولاء والانتماء للعقيدة أينما أقيمت، فلو أقيمت فى أفغانستان يبقى الولاء لأفغانستان، وهذا كان واقعا واضحا فى كلام عاكف عندما قال «طظ فى مصر.. أنا اقبل برئيس من ماليزيا».

ساعة الصفر

 ويبدأ تنفيذ الخطة بقطع مانع الاسلاك الشائكة حول مبنى وزارة الدفاع بواسطة ملثمين ثم القتال بالذخيرة الحية مع الجنود حتى الوصول إلى البوابة الرئيسية وإحراقها وإشعال النيران فى جنبات وزارة الدفاع واحتلال مقر المشير والمجلس العسكرى وتصفيتهم والسيطرة على مبنى الوزارة، واعتبار ذلك ساعة الصفر، التى عندها تعطى الإشارة بالموبايلات لمجموعات أخرى متواجدة فى ميدان التحرير للزحف إلى ماسبيرو واحتلال المبنى وإذاعة بيان إسقاط النظام العسكرى وإقامة «الدولة الثورية الجهادية الإسلامية» على غرار إيران بقيادة واحد يسمى نفسه «أحمد جودزهل» وهو اسم مأخوذ من أسطورة حيوان يخرج من تحت الماء لينقذ العالم، ثم تتم السيطرة على باقى مقار وحدات الجيش والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة بعد سماع نبأ سقوط قيادة وزارة الدفاع فى ايديهم، فتنهار باقى وحدات الجيش حسب تصورهم، ويتم اعتقال وقتل كل المسئولين بدعوى تطهير مصر من بقايا فلول النظام السابق، وهذه كانت خطتهم، يرتبط بذلك أن إسرائيل تحشد منذ اشهر 22 كتيبة قرب الحدود المصرية ستستغل الفرصة وتندفع إلى داخل سيناء وبالتحديد شمال سيناء لاحتلال شريط أمنى بعمق 20 كليومترا يمتد من شرم الشيخ جنوباً إلى العريش شمالا، وإعلان ضم العريش إلى غزة بدعوى تخفيف الكثافة السكانية هناك، ومساعدة حماس لتفريغ سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء، وهذا مخطط قديم وحديث ومعروف وتؤيده أمريكا وإسرائيل وحماس وجماعة الإخوان، وكما نعلم حاول تنظيم التوحيد والجهاد القادم من غزة فى شهر رمضان الماضى تنفيذه بإعلان إمارة إسلامية فى شمال سيناء، أصحاب الريات السوداء، وقام الجيش المصرى وقتها بإرسال 4 كتائب مدرعة وميكانيكية وصاعقة ومهندسين عسكريين وهيلكوبترات فى العملية المعروفة «السهم» للسيطرة على الموقف هناك، وفى هذا المجال ينبغى ألا نغفل تصريحات قادة إسرائيل وأبرزهم ليبرمان الذى قال إن إسرائيل عليها استغلال هذه الظروف الصعبة لمصر واعادة احتلال سيناء وإلا اتهم قادة إسرائيل بالخيانة العظمى، وما حدث يوم الجمعة هو أكبر هدية لاسرائيل وأمريكا اللذين لا يطمعان فى أكثرمن ذلك، ولكن إذا تدخلت إسرائيل عسكرياً فلن تحقق أكثر مما حققه مدعى الثورية والمتاجرون بالدين، حاول المتظاهرون تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة باقتحام مانع الأسلاك الشائكة بعناصر ضخمة البنية وحاولوا أيضاً ازاحة المانع تحت ستار القاء الحجارة والمولوتوف ولكنهم فشلوا وقام احدهم من فوق مآذنة المسجد بإطلاق الرصاص على رجال الجيش، وعند ذلك تحركت قوات الصاعقة وقامت بطرد المتظاهرين من الميدان واحراق خيمهم ومطاردتهم حتى ميدان غمرة ورمسيس وفى الشوارع الجانبية بعد اقتحام مسجد النور واعتقال المعتصمين وتم العثور على أسلحة وذخائر ومولوتوف وأكياس حجارة واستشهد أحد رجال الصاعقة برصاصة فى بطنه من داخل المسجد، وتم القبض على 312 شخصا من مختلف التيارات الاسلامية والسلفيين والتبليغ والدعوة والإخوان و6 أبريل، وأعلن حظر التجول فى المنطقة كلها، وكانت هناك قوة من المتظاهرين تستهدف تطويق وزارة الدفاع من الخلف من أسفل كوبرى القبة قادمة من محطة المترو فى اتجاه جامع عبد الناصر وهم 1500 شخص كانت ستدخل بمجرد نجاح القوة الرئيسية أمام مستشفى عين شمس، والتى كان عددها 8 آلاف شخص لتحتل الوزارة، ثم تذهب مجموعات من التحرير حوالى ألفين شخص لاقتحام التليفزيون، واقتحام وزارة الدفاع كان لحظة الصفر، بحيث يتم احتلال الوزارة عصراً، ثم اختراق الحدود المصرية بواسطة إسرائيل فى المغرب، وبمجرد وصول المتظاهرين لبوابة وزارة الدفاع والكاميرا تصور البوابة محترقة وهذه كانت لحظة الصفر حتى لا تستطيع القيادة العامة إدارة القتال فى سيناء، تنهار القيادة العسكرية ويستسلم الجيش داخلياً وخارجياً وتسقط مصر. ويلاحظ فى هذه الأحداث أنها مشابهة لأحداث محمد محمود لإسقاط وزارة الداخلية وقتئذ وإلغاء الانتخابات البرلمانية، ولكن المجلس العسكرى وقتها أصر على اجراء الانتخابات، لكن الأحداث الأخيرة كانت تستهدف وزارة الدفاع باعتبارها كما قالوا فى الفيس بوك «معركة النهاية»، طبعاً لإلغاء انتخابات الرئاسة لذلك تكرر الحديث عن مجلس رئاسى بديل عن المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية المتبقى فيها أسبوعين فقط، وعدم تشكيل لجنة إعداد الدستور، وإلغاء المادة 28 التى تمنع الطعن فى الرئاسة، لذلك أنا اعتبر أن جميع القوى السياسية مسئولة عما حدث لاسيما بعد أحداث الثلاثاء والأربعاء فى العباسية التى قتل فيها 9 أفراد، وبلغت مزايدت السياسيين مستوى الحضيض عندما امتنعوا عن حضور اجتماع العسكرى يوم الخميس قبل أحداث الجمعة.

* ذكرت فى حديثك أطرافا داخلية كالإخوان والسلفيين و6 أبريل، وإسرائيل كطرف خارجى فهل هناك أطراف أخرى؟
** أمريكا وراء كل هؤلاء، فهى التى دربت ومولت 6 أبريل، فريدم هاوس فى أمريكا وادبور فى صربيا، هناك 8.1 مليار دولار اتصرفت، منها 575 مليون دولار من إيران للحرس الثورى المصرى، كل هؤلاء ساهموا فيما حصل مع عناصر من الداخل بتخدم أهداف إسرائيل.

* ما طبيعة الدور الإيرانى بالضبط؟
** هم يريدون ايران جديدة فى مصر، قاسم سليمانى قائد فرق القدس الحرس الثورى الإيرانى والمسئول عن العمليات الخارجية قال فى نوفمبر الماضى أن مصر ستكون إيرانية شئتم أم أبيتم، ولذلك أرسلوا 575 مليون دولار لعملاء لهم مثل الحرس الثورى المصرى التابع لهم، خلايا نائمة وقت ما بيحبوا يصحوها بيصحوهم مثلما حدث يوم الجمعة، ومن الركائز بتاعتهم الإخوان والدليل على ذلك أن كمال الهلباوى بعد الثورة قابل خامنئى - والكلام ده مسجل بالفيديو - هذا الخامنئى أثناء الثورة قال خطبة الجمعة باللغة العربية مخاطباً مين؟ّ قال «يا أحفاد حسن البنا» أنا رديت عليه وقلت له «خسئت يا جاهلى»، كمال الهلباوى المسئول عن دعوة الإخوان المسلمين على المستوى العالمى – بيسموها المنظمة العالمية – قابل خامنئى وقال له «سنقتفى خطى الثورة الإيرانية ولكن لن نستطيع أن نعلن عن هذا الآن لأننا داخلين على انتخابات»، ماذا فعلت الثورة الإيرانية؟ إنشاء الحرس الثورى الإيرانى علشان يضرب الجيش، مستوى الحرس الثورى الإيرانى ضخموه وكبروه على حساب الجيش النظامى لدرجة أنه أصبح مسئولا عن البرنامج النووى والصاروخى، قاسم سليمانى هذا هو الذى سيمسك البلد بعد نجاد، وهو مسئول عن العمليات الخارجية، حزب الله، وحماس، والعمليات فى افريقيا وفى ليبيا، وعندما يقول إن مصر ستكون ايرانية فإنه لا يتحدث من فراغ ولكن يعتمد على ركائز تتمثل فى الإخوان والحرس الثورى المصرى، هم فاهمين بيعملوا إيه، عندك دعوة موجودة متاجرة بالدين، تنظيم الإخوان متحالفين معاه، حماس معاهم بيصرفوا عليها، وهى حتدخل من غزة على العريش، وهناك حرس ثورى فى الداخل بيقبض وفيه إعلاميين بيشتغلوا معاهم، وهو عندما يتحدث عن مصر إيرانية فهو يعتمد على هذه العناصر الخمسة.
* لوحظ فى الأحداث الاخيرة رفع الرايات السوداء لتنظيم القاعدة، فهل للتنظيم وجود فى مصر؟
** القاعدة جاءوا من غزة ومن ليبيا، محمد الظواهرى تم العفو عنه وجاء لمصر ولكن أفكاره التكفيرية مازالت كما هى، مثله كتنظيم الجهاد كل هؤلاء عفا عنهم المجلس العسكرى وسمح لهم بالعودة ولكنهم انقلبوا وابتدئوا ينفذون مخططهم القديم الذى تربوا عليه.

الإخوان وأمريكا

* هل هناك علاقة بين الاخوان وأمريكا؟
** وأنا أسأل فى المقابل: فسر لى لماذا قابل جون كيرى وهيلارى كلينتون الإخوان عندما جاءوا إلى مصر؟ لماذا كانت زيارة الوفد الإخوانى الأخيرة إلى أمريكا؟ عن ماذا يتكلمون؟ وما الذى اتفقوا عليه؟

* مع إعلان عودة القيادة العسكرية الجنوبية على حدودها مع مصر..
 ** قاطعنى بقوله: الناس لا تفهم أن القيادة العسكرية الإسرائيلية الجنوبية لم تلغ حتى تعود، مثلها مثل القيادتين الشمالية على حدود لبنان وكذلك القيادة الوسطى فهى موجودة من زمان، ولكن الجديد هو تعبئة 22 كتيبة مشاة وبناء حائط بحذى الحدود فى أراضيهم وليس أراضينا، لوقاية أنفسهم من عمليات مثل التى حدثت فى شمال إيلات فى رمضان الماضى هم يتحسبون لأى عمليات إرهابية، وطبعاً هم منتظرون أى استفزاز ويأخذون كما قلت من 15 إلى 20 كيلومتراً من سيناء.

* ولكن هل تدق إسرائيل طبول الحرب؟
** لا أعتقد ذلك، إنما لو حدث وسقطت وزارة الدفاع فهذه فرصة لهم، أحد قادتهم اتهم الحكومة هناك وقال لأعضائها سيسجل التاريخ لكم خيانة عظمى لو لم تستغلوا هذه الفرصة، ومع ذلك فمنذ يومين أكد قائد وحدات الصواريخ فى الجيش الإسرائيلى بعدما شاهد أداء الجيش المصرى فى العباسية إنه يجب على الإسرائيليين تغيير حسابتهم مؤكداً على أن الجيش المصرى أثبت أنه من القوة بحيث أنه يستطيع أن يقف أمام تهديد داخلى وخارجى فى نفس الوقت.

* من خلال رؤيتك كخبير استراتيجى كيف تصف الأوضاع على حدود مصر؟
 ** كلها تهديدات، لدينا تهديدات من الشرق من إسرائيل التى تريد أن تستعيد سيناء وهناك مخططات بذلك من أيام عوريض بن يون بعد 74، وهناك جامعة إسرائيلية قالت مؤخراً أن إسرائيل ستستعيد سيناء، لديهم مخططات ومنتظرون الفرصة. وهناك حماس وهى تهديد آخر فهى تنتهز فرصة وصول الإخوان للحكم سواء من خلال حكومة للإخوان أو رئيس جمهورية إخوانى ويسمحوا لهم بدخول شمال سيناء والإخوان ليس لديهم مانع لأن حماس تبعهم وقبل ذلك قال عاكف هم منا ونحن منهم وعلى استعداد أن أرسل لهم 10 آلاف مقاتل، هذا عن الشرق، أما فى الجنوب عندك حكومة البشير،وهذه تابعة لإيران وهناك قاعدة عسكرية فى بورسودان وبيبعثوا لك الناس بتوع حزب الله مثلما حدث يوم الجمعة قبل الماضية، أما فى الغرب وبعد انهيار نظام القذافى فالقاعدة موجودة فى «درنة» ومعاها أسلحتها وكوادرها وبتبعث لنا أسلحة كثيرة منها صواريخ الدفاع الجوى التى تحمل على الكتف، وتم القبض على بعضهم بالفعل.

* فى أحداث محمد محمود كان العنصر الغالب على الأحداث القوى الثورية ولم تتواجد القوى الإسلامية التى كانت العنصر الغالب فى أحداث العباسية فلماذا فى رأيك حدث هذا التحول؟
** لقد تشكل فى الأحداث الأخيرة تحالف غير مقدس يضم كل هؤلاء 6 أبريل مع اشتراكيين ثوريين مع اتباع الظواهرى والإخوان والسلفيين وحدث خداع لأن الإخوان قالوا إنهم قاعدين فى ميدان التحرير ولن يذهبوا للعباسية وثبت وجودهم فى العباسية، فهذا تحالف شيطانى ضد المجلس العسكرى والقوات المسلحة وإذا فرض – لا قدر الله – واستولوا على السلطة كانوا سيقتتلون فيما بينهم على حساب استقرار وأمن مصر.
انتخابات الرئاسة

* هل تفضل الدستور أم الرئيس أولاً؟
 ** أنا أرى أن اتجاه انتخاب الرئيس له الأولوية حتى يسلم المجلس العسكرى السلطة.. هناك ميعادان مقدسان فى هذه المرحلة، انتخابات الرئاسة فى مايو، و30/6 عودة الجيش لثكناته، وما عدا ذلك مواعيد غير مقدسة تخضع للرئيس القادم.

* ولكن على أى صلاحيات سيحكم الرئيس؟
 ** مثلما قال اللواء شاهين إما أن يرجعوا لدستور 71، أو عمل إعلان دستورى جديد أو تعديل الاعلان الدستورى الحالى وهذا متروك للمجلس العسكرى.

* كيف ترى مرشحى الرئاسة؟
** أنا احترم اثنين من المرشحين الذين لم يشاركوا فى أحداث العباسية وهما أحمد شفيق وعمرو موسى.

* هل هناك جهات تتمنى عدم إجراء انتخابات الرئاسة أو تعطيلها؟
 ** بالطبع 6 أبريل، هم لم يكونوا يريدون أصلا إجراء انتخابات برلمانية، ولا يريدون انتخابات رئاسة، وسبق وقالوا إنهم يريدون مجلس رئاسى، لماذا؟ لأنهم يعلمون أنهم لا يملكون أرضية فى الشارع، والناس كرهتهم ولو دخلوا الانتخابات فلن ينجحوا كما حدث فى البرلمان لم يحصلوا إلا على مقعدين أو ثلاثة وبالتالى الانتخابات ليس من مصلحتهم، وعايزين مجلس رئاسى يكونون هم أعضاء فيه، لأنه حتى الآن لم يتحقق لهم شىء وبيعتبرون أن الثورة سرقت منهم وأنهم خرجوا من المولد بلا حمص. والإخوان اتضح أنهم يريدون التكويش على كل حاجة اغتروا بـ 70% التى حصلوا عليها فى مجلس الشعب.. وخدوها بالسرقة لأنهم قالوا فى البداية نحن مشاركون وليس مغالبين، ونكتفى بـ 30% فى مجلس الشعب ارتفعت لـ 70%، قالوا لن نرشح أحداً للرئاسة رشحوا ثلاثة، اثنين معلنين وهما الشاطر ومرسى، وواحد خفى وهو أبو الفتوح وإذا فاز حيعملوا صلح ويرجع بيته مرة أخرى.

* ولكن هل من مصلحة الإخوان إتمام أم تعطيل انتخابات الرئاسة؟
** بالطبع من مصلحتهم إتمام الرئاسة حتى يكونوا قد أخذوا مجلس الشعب وبالتالى الحكومة التى ستشكل من الأغلبية، وكذلك أخذوا الرئاسة ، وحيعملوا الدستور، يبقى فاضل إيه ثانى؟! وبعدها يزحفون على الداخلية والقضاء والجيش وسقطت الدولة كلها فى أيديهم.

* ولكن إذا كان من مصلحة الاخوان إجراء انتخابات الرئاسة الان فلماذا كثرت المليونيات التى يدعون اليها مؤخراً؟
** للضغط على المجلس العسكرى حتى يزيح حكومة الجنزورى ويقومون بتشكيل حكومة هى التى تدير معركة الرئاسة لمصلحتهم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق